كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
بحسب أرقام أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإن الولايات المتحدة أرسلت أسلحة إلى شمال سوريا عن طريق 18 ألف شاحنة و3 آلاف طائرة شحن. كما أسست 22 قاعدة عسكرية في المنطقة ودعمت وحدات حماية الشعب، فرع "بي كي كي" في سوريا، بموارد النفط في شرق الفرات.
هذه الأرقام تظهر بكل وضوح أن الولايات المتحدة تستعد لتأسيس دولة في شرق الفرات، وتسعى لجعل وحدات حماية الشعب قوة ذات حصانة من خلال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي المقدم لها.
ما تريده واشنطن هو عدم تدخل أي دولة بـ "إسرائيل الثانية" هذه، التي دعمتها من الناحية العسكرية ووفرت لها الحماية من الناحية السياسية.
لهذا يتوجب على الإدارة الأمريكية أولًا أن تجبر النظام السوري على قبول وجود وحدات الحماية في شرق الفرات، ويبدو أنها نجحت في ذلك منذ الآن.
فبينما يعتبر الأسد تركيا، التي تتصرف وكأنها الضامن الوحيد لوحدة التراب السوري، عدوة له، لا ينبس ببنت شفة تجاه الولايات المتحدة التي أسست 22 قاعدة عسكرية وبنت جيشًا إرهابيًّا وقسّمت سوريا فعليًّا.
لماذا يعتبر النظام السوري تركيا عدوًّا وهي التي تتحرك بشكل مشترك مع حليفتيه روسيا وإيران؟ أليس هذا غريبًا؟
هنا تكمن الحقيقة التي لا يريد أن يراها من يدعون تركيا إلى الجلوس للتفاوض مع الأسد. فرأس النظام السوري لا يعارض تقسيم البلد ولا إنشاء دويلة لـ "بي كي كي"، بل إنه وافق سرًّا على الخريطة التي رسمتها الولايات المتحدة لسوريا، منذ زمن طويل.
إذا كان نظام الأسد قائمًّا حتى اليوم، فهو مدين بذلك للولايات المتحدة أكثر منه لروسيا وإيران. ولأنه تغاضى عن وجود وحدات حماية الشعب في شرق الفرات ما يزال صامدًا وقادرًا على التقاط أنفاسه.
تستخدم الولايات المتحدة نظام الأسد من أجل القضاء على المقاومة الصادرة عن تركيا لتأسيس "إسرائيل ثانية" في شرق الفرات.
تسعى واشنطن إلى إزالة جميع القوى في سوريا باستثناء نظام الأسد ووحدات حماية الشعب. ولهذا تغاضت عن المجازر في حلب، وتقف موقف المتفرج مما يحدث في إدلب. فهي تهدف إلى تقسيم سوريا بين النظام ووحدات حماية الشعب.
تنوي الولايات المتحدة تصفية جميع القوى القريبة من تركيا، ولهذا تعارض قيام أنقرة بعملية عسكرية في إدلب. وفي الوقت نفسه. وبدورها، تخدم روسيا وإيران هذه السياسة الأمريكية.
اتفاق أنقرة مع الأسد يعني القبول بالخطة الأمريكية المرسومة لوحدات حماية الشعب، والخطوة التالية بعد الاتفاق هي مصالحة الأسد مع الوحدات. وبعد ذلك، هل يبقى لأنقرة الحق في إبداء رأيها بشأن ما يحدث بسوريا؟
مشروع الولايات المتحدة واضح، وأنقرة ترى وتعرف هذه الحقيقة بكل تفاصيلها. مصلحة تركيا هي في السلام الذي سيتحقق والنظام الجديد الذي سيُقام في سوريا عبر مسار أستانة. وهذه هي السياسة الصحيحة بخصوص سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس