سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
"حرب عالمية مصغرة"، مصطلح لم أخترعه، وإنما يعود إلى بريندان بويل، العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي.
عندما سُئل عن أنباء قيام أمريكا بمناورات في المنطقة أجاب: "صحيح، بدأنا نحن أيضًا بمناورات والوضع متوتر جدًّا، إلى درجة يمكن الحديث معها حتى عن خطر حرب عالمية مصغرة".
السفن الحربية الروسية والأمريكية تمركزت بالقرب من بعضها البعض على الساحل السوري. تجري الولايات المتحدة بعض التحركات العسكرية بريًّا تحت مسمى مناورات. أما الروس فلديهم بالأساس أنشطة عسكرية.
تخشى الإدارة الأمريكية من احتمال تحول هذا الوضع الراهن إلى قتال مباشر جراء حادث أو عمل استفزازي. ولهذا تبقي على جميع قنوات الاتصال مفتوحة.
مصادر أمريكية أبلغتني أن التواصل ليس على صعيد التقني المنخفض فحسب، وإنما على مستوى مستشاري الأمن القومي، وأن جون بولتون على اتصال مستمر مع نظيره الروسي.
ماذا تريد الولايات المتحدة؟
سألت زميلًا صحفيًّا مختصًّا بشؤون الأمن القومي عن سبب التحركات الأمريكية في هذه المرحلة بينما الوضع على وشك الانفجار بشرارة واحدة في إدلب، فأجاب:
"تعتقد واشنطن أنه مهما حدث في إدلب، ستكون المرحلة التالية خطوات سياسية. بمعنى أن المرحلة القادمة في سوريا هي طريق الحل السياسي".
ترى الإدارة الأمريكية أن قدرتها على التأثير على خطوات الحل السياسي تضاءلت، وأن التحكم بالوضع انتقل إلى روسيا وتركيا، ولهذا تعتقد أن بإمكانها التأثير على بعض التطورات السياسية في حال قامت بـ "عرض عضلات" أخير على الساحة.
وحدات الحماية ورقة واشنطن ميدانيًّا
وللسبب ذاته دفعت واشنطن بورقتها الوحيدة في الميدان، وحدات حماية الشعب، وكلفت مبعوثها إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش، بريت ماكغورك، بالحديث مع الوحدات، كي تتواصل هذه الأخيرة مع النظام السوري وتقترح عليه المشاركة إلى جانبه في عملية محتملة ضد إدلب.
بحسب تفسيرات الإدارة الأمريكية فإن روسيا ستقنع النظام السوري بالسماح بوجود كيان لوحدات حماية الشعب في شرق الفرات. لا تهتم واشنطن باعتراض إيران على ذلك، لكنها تتابع عن كثب الموقف التركي.
تخشى المصادر الأمريكية، التي تتحدث عن حرب عالمية مصغرة، من حدوث أي استفزاز بسبب الوضع شديد الحساسية على الساحة.
وتعتقد أن احتمال صدور مثل هذا الاستفزاز عن أمريكا أو روسيا أو تركيا معدوم، بيد أنها تخشى من حدوثه من جانب الميليشيات القريبة من إيران أو العناصر الخارجة عن سيطرة وحدات حماية الشعب، أو المرتزقة الموجودين بكثرة في المنطقة. فمع أي خطوة استفزازية من هؤلاء سينفجر الوضع في إدلب.
الأمل الأخير معقود على تركيا
هذا ما يقوله الإعلام والخبراء الأميركان، لكن الإدارة أيضًا تعقد أملها على تركيا بوصفها القوة الوحيدة على الساحة القادرة على الحيلولة دون وقوع تطور من هذا القبيل. ولهذا تتابع واشنطن عن كثب التصريحات الصادرة عن تركيا وخطواتها الدبلوماسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس