ترك برس
يستمر الغموض حول مصير الإعلامي السعودي البارز، جمال خاشقجي، بعد اختفائه قبل 3 أيام، في القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في حادثة اكتسبت بعدًا دوليًا وأثارت تساؤلات حول خيارات تركيا القانونية في مثل هذه التطورات.
أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة الدكتور أيمن سلامة، ينفي أن تكون لدى السفارات والقنصليات، حصانة مطلقة في الدول التي تستضيفها، حسب صحيفة "العربي الجديد".
سلامة أكّد أنه في حال وقوع أي جريمة داخل تلك السفارات فإنها تقع تحت طائلة قوانين الدولة المضيفة، موضحاً أن شائعة "اعتبار السفارة جزءا من إقليم الدولة الموفدة"، غير صحيحة بالمرة، وهي مقولة لا يرددها سوى العرب.
وفتحت الشرطة التركية يوم الثلاثاء (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) تحقيقا في اختفاء خاشقجي -الكاتب بصحيفة واشنطن بوست الأميركية- في القنصلية السعودية بإسطنبول، بينما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تحقق أيضا في الملف نفسه.
وقال سلامة إنه في حال تم إثبات تورط قنصلية المملكة العربية السعودية بإسطنبول، في إخفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، فإنها بذلك قد تكون ارتكبت مخالفة جسيمة للقانون الدولي.
وأضاف سلامة أن "القانون الدولي لم يترك شاردة أو واردة في هذا المجال". لكنه فرّق في الوقت ذاته بين المواطن الحامل جنسيةَ الدولة، والأجنبي المقيم، واللاجئ السياسي".
وأكد خبير حفظ السلام، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن "الأهم من ذلك أن السفارات والقنصليات لا تستمد حصانتها من كونها جزءاً من إقليم الدولة الموفدة".
وأوضح أن "اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ألغت في عام 1961 ذلك الزعْم، الذي لا يزال يردده العرب وحدهم".
واستدعت وزارة الخارجية التركية، يوم الأربعاء، السفير السعودي لدى أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن وضع الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي تبين أنه مختفٍ.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر دبلوماسية إن السفير الخريجي استُدعي إلى مقر الخارجية التركية في أنقرة والتقاه فيها مساعد وزير الخارجية التركي ياووز سليم كيران للاستفسار عن وضع الصحفي خاشقجي.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية خصصت افتتاحيتها ليوم الجمعة، 5 تشرين الأول/ أكتوبر، للحديث عن اختفاء الصحفي السعودي المعروف والكاتب الأسبوعي لديها، جمال خاشقجي، حسب موقع "عربي21" الإلكتروني.
وقالت الصحيفة إن "خاشقجي، الذي حول الأعين على بلاده وقيادتها، دخل قنصلية السعودية في اسطنبول يوم الثلاثاء، لاستخراج أوراق روتينية. وفي الوقت الذي تؤكد فيه خطيبته أنه لم يغادر المكان منذ دخوله، تقول المملكة السعودية إنه غادر، فيما لم تر تركيا أي علامة على مغادرته المبنى. يبدو أن السيد خاشقجي أحد كتابنا قد اختفى فعلا. ونحن قلقون عليه".
وحسب وكالة "رويترز" الدولية، قال مسؤول أمريكي إن "وزارة الخارجية الأمريكية تتابع ما أثير عن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتسعى للحصول على معلومات بشأن تلك المسألة".
بدورها قالت منظمة مراسلون بلا حدود إن اختفاء خاشقجي "يثير قلقا بالغا" داعية السلطات السعودية والتركية إلى "القيام بما هو ضروري ليعاود الظهور حرا في أسرع وقت".
وقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن الأربعاء، إن المعلومات التي وردتهم إلى الآن تفيد بوجود الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده قالن في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة عقب اجتماع للوزراء برئاسة رجب طيب أردوغان.
وأضاف قالن ردا على سؤال حول الإعلامي السعودي الذي فُقد عقب دخوله القنصلية السعودية بإسطنبول أمس أن "هذا الموضوع ورد إلى أجندتنا أمس من مصادر مختلفة، وخطيبته تواصلت مع مؤسساتنا المعنية. وأُبلغنا بأنه ذهب إلى هناك (القنصلية السعودية) من أجل إجراءات عقد القرآن".
وأكد أن الوحدات الأمنية ووزارة الخارجية تتابع الموضوع عن كثب. وتابع: "بحسب المعلومات التي لدينا فإن الشخص الذي هو مواطن سعودي موجود في هذه اللحظة بالقنصلية السعودية في إسطنبول".
ولفت إلى أن الحادثة لها أبعاد من حيث القانون الدولي وقوانين الجمهورية التركية ومن الناحية الإنسانية. وشدد على أن بلاده تقيّم الحادثة من جميع جوانبها، معربا عن أمله بأن يتم حل هذا الموضوع بشكل "سلس".
وأعلنت جمعية "بيت الإعلاميين العرب في تركيا"، الثلاثاء، فقد الاتصال بالإعلامي السعودي، بعد توجهه لمقر قنصلية بلاده في إسطنبول للقيام ببعض الإجراءات الرسمية.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعرب الأربعاء، عن أمله في أن يتم العثور على الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، "على وجه السرعة وأن يكون آمنًا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!