جانداش طولغا اشق – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
اضطرت السعودية في نهاية المطاف للاعتراف بمقتل جمال خاشقجي في مبنى قنصليتها بإسطنبول.
من الواضح تمامًا أن هذا البيان هو نتاج عمل أمريكي- سعودي مشترك. لكن هذا الاعتراف "كوميدي" إلى حد أنه يظن العالم بأسره في منتهى الحماقة.
حدث جدل في القنصلية، ثم تطور الجدل إلى شجار، وتوسعت دائرة العراك..
من يسمع البيان يظن أنه يتحدث عن نادٍ ليلي وليس عن مبنى قنصلية عالي الحماية. كيف يمكن أن يحدث شجار هناك؟ وما هو موضوع الجدل؟ ما هذا الكذب؟
لولا الحياء لربما قالوا إن "سعوديين تشاجرا داخل القنصلية بسبب فتاة". منذ الكشف عن الحادثة حتى النهاية المشهد في غاية الوضوح.
وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" وضعت الخطة، والسعوديون نفذوا العملية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية نظف المكان، والحكومة الأمريكية قبضت المال.
خاشقجي راح ضحية قاتل مجهول
يقول البيان الشكلي الصادر عن السعودية إن "خاشقجي قُتل في القنصلية". إذن من قتله؟ هذا غير واضح. لماذا قتله؟ هذا غير واضح. كيف قُتل؟ هذا غير واضح. أين الجثة؟ هذا غير واضح. قالت السعودية إنها قبضت على 18 شخصًا مسؤولون عن الحادث.. من هم هؤلاء الثمانية عشر؟ هذا أيضًا غير واضح..
إليكم ما سيحدث: سيحملون وزر القضية لشخص أو شخصين، ثم سيحاكماهما شكليًّا، وبعد ذلك قد يتخلصوا منهما بعملية أخرى لسي آي إيه أو يغيرون هويتهما ويغلقون الملف تمامًا.
سيمر العالم باختبار لإنسانيته.. سنرى ما إذا كانت أموال السعودية كافية من أجل إسكات القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة.
منذ أيام والإعلام الدولي يقول إن الدولة السعودية هي من حرضت على ارتكاب جريمة خاقجي، وأن المسؤول الأول عن الحادثة هو ولي العهد.
أما البيان الرسمي السعودي فيقول إنه بأمر من الملك، تم تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العام
لو لا الشرطة والاستخبارات لحملت تركيا المسؤولية
الفضل الأكبر في الكشف عن هذه الحادثة يعود لشرطتنا وجهاز استخباراتنا. في البداية كانت هناك مساعٍ من أجل إلقاء المسؤولية على عاتق تركيا، لكن الشرطة والاستخبارات لم يتركا متابعة القضية.
عمل الجهازان بدقة حتى النهاية، ولا بد من تهنئة كل من كان له إسهام في القضية، فقد أنقذوا تركيا من كارثة كبيرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس