أورهان أوغور أوغلو – صحيفة يني تشاغ – ترجمة وتحرير ترك برس
تحدثت مع سفير تركي مخضرم عن جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
السفير الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، تحدث عن طرح هام لم يأتِ على ذكره أحد حتى اليوم فيما يتعلق بالحادثة، فقال إن جريمة خاشقجي هي فخ كبير نُصب لتركيا وعلى الأخص رئيسها رجب طيب أردوغان، إلا أن خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي أحبطت هذا الفخ.
وأوضح السفير أن أردوغان تجاهل الحصار المفروض من الدول الخليجية على قطر، مضيفًا: "انزعجت الدول الخليجية كثيرًا من إرسال قوة تركية إلى قطر وتأسيس قاعدة عسكرية فيها".
وتابع قائلًا: "كما أن بلدان الخليج استاءت للغاية من كسر تركيا الحصار على قطر وإرسالها المواد الغذائية على الأخص إليها، فضلًا عن السياسة التي تتبعها تركيا في سوريا بالتفاهم مع روسيا وإيران.
وفي السياق ذاته، لم يرق لدول الخليج تقديم أمير قطر دعمًا استثماريًّا بقيمة 15 مليار دولار لتركيا في أغسطس/ آب الماضي حين كانت تركيا تواجه أزمة اقتصادية وارتفاعًا قياسيًّا في أسعار صرف العملات".
سألت السفير: "كيف تربطون بين هذه التطورات ومقتل خاشقجي؟"
فأجاب: "بينما كان من الممكن التخطيط لجريمة قتل بسيطة، يُظهر استدراج خاشقجي إلى القنصلية السعودية أن هناك مكيدة مدبرة لتركيا ورئيسها أردوغان.
خروج شبيه خاشقجي من القنصلية وهو يرتدي ملابس هذا الأخير هو خير دليل على هذه المؤامرة السياسية الكبيرة ".
وأردف قائلًا: "هذه المؤامرة كانت ستسير على النحو التالي: إطلاق حملة اتهامات سياسية ودبلوماسية كبيرة توقع تركيا وأردوغان في مأزق، من خلال الادعاء بأن الاستخبارات التركية هي من قتل خاشقجي عقب خروجه من القنصلية السعودية بإسطنبول".
ولفت السفير إلى أن شهادة خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي وإبلاغها عن اختفائه أحبط هذه المؤامرة الكبيرة.
وقال: "لو أن هذه المؤامرة نجحت لمارس الكثير من البلدان، وفي طليعتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ضغوطًا كبيرة على تركيا وأردوغان".
ولأنني وجدت أن تصريحات السفير مهمة جدًّا أحببت تقديمها للقراء الكرام.
هل ستكفي اتصالات أردوغان مع كل من الملك السعودي والرئيس الأمريكي من أجل كشف هذه المؤامرة؟
هل يكشف إرسال ترامب وزير خارجيته ومديرة "سي آي إيه" أن ولي العهد السعودي هو من يقف وراء حادثة خاشقجي؟
لهذا يتمتع اقتراح أردوغان بمحاكمة المشتبهين الثمانية عشر في تركيا، بأهمية كبيرة. والقرار في هذا الخصوص يعود للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
بحسب ما صرح به السفير، لا مفر من القول إنه تم إحباط مؤامرة ضخمة ضد تركيا، رغم بقاء العديد من إشارات الاستفهام حولها.
ما يقع على عاتق تركيا ورئيسها الآن هو الكشف عن الرأس المدبر المسؤول عن إصدار الأمر بنصب هذا الفخ لتركيا. آمل أن ينجحا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس