ترك برس
أشار تقرير لقناة "تي آر تي" التركية الحكومية، إلى أن تصريحات السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، خلال زيارته أنقرة قبل أيام، تشي بانقسام في الإدارة الأمريكية حيال ملف سوريا، والعلاقات الثنائية مع تركيا.
وأوضحت القناة التركية إن زيارة غراهام إلى أنقرة تُعيد تسليط الضوء على فكرة وجود أجنحة داخل الإدارة الأمريكية لم تحسم قرارها بموقف محدد تجاه الخلاف مع تركيا، إذ يُحسب غراهام، وهو أحد أبرز أعضاء الحزب الجمهوري (حزب الرئيس دونالد ترمب)، على جبهة داخل واشنطن ترى، من جانب، ضرورة المحافظة على علاقة إستراتيجية مع تركيا كحليف رئيسي، وتسعى من جانب آخر لاستمرار تقاطُع المصالح بين واشنطن وتنظيمات مسلحة شمال سوريا تعتبرها أنقرة إرهابية.
وفي مؤتمر صحفي عقده خلال زيارته لأنقرة، شدّد السيناتور الأمريكي على ضرورة حل مشكلة ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) "التي أحدثتها واشنطن لتركيا" في سوريا، كما أشار إلى أن تسليح الولايات المتحدة لهذه الميليشيات كان خطأ.
وتسيطر ميليشيات (YPG) على مناطق واسعة في الشمال السوري بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية تحت ذريعة محاربة تنظيم "داعش"، حيث تسعى لإقامة كيان إنفصالي في المنطقة، الأمر الذي ترفضه تركيا بشدّة وتؤكد أنها لم تسمح بحدوثه مهما كان الثمن.
وأشار غراهام، على هامش زيارته لأنقرة، إلى أنه إذا لم تتعامل واشنطن مع سوريا بشكل صحيح فستكرر أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما، في العراق.
المحلل السياسي التركي مراد أصلان، قال إن تصريحات السيناتور غراهام تمثل تطوراً إيجابياً في مسار العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، بخاصة مع اعتراف السيناتور الأمريكي الواضح بارتباط YPG بـ PKK الإرهابي.
وأشار أصلان إلى أن "السؤال يبقى عن مدى قدرة غراهام الآن على التأثير على سياسات إدارة الرئيس ترمب".
ورأى أصلان أن "تصريحات غراهام لا يمكن أن تكون لمجرد الاستهلاك الإعلامي، وهي تعبّر عن توجُّه داخل واشنطن، من شخصية ذات ثقل وارتباط بالملفات الهامة في الحزب الجمهوري".
وأوضح أصلان وجود عدة ملفات رئيسية مطروحة للنقاش بين أنقرة وواشنطن، على رأسها مسألة المنطقة الآمنة والتفرقة بينها وبين مفهوم المنطقة العازلة. كذلك يسعى الجانبان للتفاهم حول المرحلة الانتقالية التي ستصفِّي تركيا جيوب تنظيم داعش الإرهابي بها.
وقال المحلل السياسي التركي إن قضية مقتل خاشقجي من القضايا المهمة بين الجانبين، بخاصة أن السيناتور غراهام يُعَدّ أحد المؤيدين لفكرة إدانة وليّ العهد السعودي، وقد يكون ذلك نواة للدفع باتجاه فتح تحقيق دولي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!