ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
لم يبدأ الحديث عندنا عن زيارة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس إلى تركيا إلا بعد أن وطأت قدماه أرض بلادنا، وأضحت واحدة فقط في جملة مواد الأجندة اليومية.
بيد أن الأمور تختلف في اليونان، حيث لا يوجد حديث تقريبًا سوى عن هذه الزيارة منذ أيام.
تابعوا الإعلام اليوناني، سترون أن زيارة تسيبراس إلى تركيا كانت الشغل الشاغل له من يمينه إلى يساره، والإعلام من أي توجه كان، ينتقد الزيارة بشدة.
تصدر الصحف بعناوين سلبية من قبيل "لماذا تزور تركيا"، "لماذا تستعجل؟"، "ما هدفك من زيارة أردوغان؟".
إذن، لماذا أصر تسيبراس على إجراء هذه الزيارة على الرغم من هذه الأجواء السلبية في بلاده؟ ما الذي يسعى إليه؟
حقق تسيبراس نصرًا جيدًا في مسألة تغيير اسم مقدونيا خلال الفترة الماضية، على الرغم من إعلام بلاده. لهذا يشعر بأنه اكتسب مزيدًا من القوة.
وبفضل الثقة بالنفس التي اكتسبها من هذا النصر، يريد تسيبراس الحصول على دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضًا.
مصادر يوناينة أثق بها أبلغتني أن أهم قضية يرغب تسيبراس بالحصول على دعم أردوغان فيها هي المسألة القبرصية.
أجرى رئيس الوزراء اليوناني محادثات مع رئيس الشطر الجنوبي من قبرص نيكوس أناستاسياديس، وهو يريد فتح قناة حوار مع تركيا بخصوص القضايا العالقة، وفي مقدمتها استغلال موارد الغاز الطبيعي في الجزيرة.
يبدو من أجواء محادثات تسيبراس مع أردوغان أن تقدمًا تحقق في هذا الخصوص. فالزعيمان أجريا محادثات بناءة للغاية.
نصر كبير على الراديكاليين اليونانيين
لا بد لي من الاعتراف أني أخطأت بتقدير تسيبراس. عندما استلم مقاليد السلطة اعتقدت أنه سيتبنى الخطاب الشعبوي، ويبوء بالفشل.
رغم أنه واظب على هذا المنهج في أقواله إلا أن تسيبراس اتبع سياسية منطقية وعقلانية والتزم ضبط النفس في أفعاله. يفضل اتخاذ القرارات الصعبة في اليونان بطريقة حازمة للغاية.
يصم آذانه عن سماع الراديكاليين سواء من اليمين أو من اليسار، ويجازف، وهذا ما يزيده قوة على صعيد السياسة الخارجية يومًا بعد يوم.
هذا ما فعله بخصوص مسألة مقدونيا. وهناك نجاح هام يُسجل في خانته، وهو استقالة وزير الدفاع بانوس كامينوس، الذي كان يدلي بتصريحات مستفزة لتركيا حول جزر بحر إيجة باستمرار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس