ترك برس
اعتبر جيمس دورسي، المحلل الأمريكي والزميل البارز في مدرسة راجاراتنام للدراسات الدولية، أن البيان التركي الذي يندد بعمليات القمع التي يتعرض لها المسلمون الأويغور في إقليم شينجيانغ، قد شق جدا الصمت الإسلامي الذي مكن الصين من قمع المسلمين في أكبر هجمة على الإسلام في الذاكرة الحديثة.
وأضاف دورسي في مقال نشرته مجلة "مودرن دبلوماسي" الأمريكية، أنه مثلما حدث بإدانة قرار دونالد ترامب في العام الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإن تركيا تريد أن ينظر إليها على أنها المتحدث باسم العالم الإسلامي، مع منافسة من السعودية، وبدرجة أقل مع إيران.
واستبعد دورسي أن تحذو المملكة السعودية أو إيران حذو تركيا في انتقاد الصين في أي وقت قريب ، مشيرا إلى أن البيان التركي يزيد من المنافسة ويضع المنافسين الآخرين على القيادة في موقف دفاعي.
وأشار إلى أن الجزء الأكبر من العالم الإسلامي ظل صامتا بشكل واضح تجاه ما يحدث للمسلمين الأويغور، باستثناء القادة الماليزيين الذين رفضوا في العام الماضي المطالب الصينية بتسليم مجموعة من طالبي اللجوء من الأويغور إلى الصين. وبدلاً من ذلك، سمحت ماليزيا للمجموعة بالذهاب إلى تركيا.
وجاء البيان التركي بعد أيام من تنظيم أربعة أعضاء إسلاميين في البرلمان الكويتي أول احتجاج علني في العالم العربي ضد حملة القمع.
وعلى النقيض من ذلك، تراجع المسؤولون الباكستانيون عن انتقاداتهم للصين، في حين كانت الاحتجاجات التي شهدتها دول مثل بنغلاديش والهند متقطعة. وفي إندونيسيا رفض نائب الرئيس الإندونيسي، يوسف كالا دعوة مجلس العلماء الإندونيسي، وهو أعلى هيئة دينية في البلاد، للحكومة إلى إدانة القمع، وأصر على أن الحكومة لن تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.
ورأى دورسي أن أهمية البيان التركي تتجاوز التطورات في شينجيانغ، حيث سيكون له تأثير مباشر في آسيا الوسطى التي ترتبط بالإقليم بروابط عرقية وثقافية وثيقة، وتكافح من أجل تحقيق التوازن بين العلاقات مع الصين، والحاجة إلى أن ينظر إليها على أنها تدافع عن حقوق مواطنيها وعن بني جلدتها.
وأوضح أن بيان تركيا المندد بالقمع الصيني سيجعل من الصعب على حكومة كازخستان إعادة المواطنة، سايرا جول سعود بي، وهي مواطنة من أصل كازاخستاني تحمل الجنسية الصينية، وموظفة سابقة في معسكر إعادة التأهيل، وقد فرت بشكل غير قانوني إلى كازاخستان للانضمام إلى زوجها وطفلها.
وسايرا جول التي حوكمت العام الماضي في كازاخستان لدخولها البلاد بطريقة غير قانونية، هي المدرِّسة الوحيدة التي عملت في معسكر لإعادة التأهيل في شينجيانغ، حيث قامت بتدريس النزلاء اللغة الماندرينية ودعاية الحزب الشيوعي. وكانت أول من تحدث علانية عن معسكرات إعادة التأهيل. وقد رفضت كازخستان طلبها اللجوء مرتين واستأنفت القرار، حيث تطالب الصين بتسليمها.
وأضاف دورسي أن البيان التركي قد يؤثر أيضا في مصير كاليم بك شاهمان، وهو رجل أعمال صيني من أصل كازاخستاني، محتجز في مطار العاصمة الأوزبكية طشقند بعد منعه من دخول كازاخستان.
وقال شاهمان في مقطع فيديو أرسله إلى إذاعة آسيا الحرة من مطار طشقند: "ولدت في مقاطعة إمين في إقليم شينجيانغ الذي يتمتع بالحكم الذاتي في الصين لعائلة تعمل بالزراعة. أردت أن أذهب إلى كازاخستان، لأن سجل الصين في مجال حقوق الإنسان يجعل الحياة لا تطاق. تفحص بطاقة هويتي كل 50 مترا عندما كنت في شينجيانغ، وهذا جعلني أشعر بقلق شديد، ولم أعد أستطع تحمله".
وفي تعليقه على أهمية البيان التركي قال الباحث زينج من إقليم شينجيانغ: "كان الغضب العارم من جانب العالم الإسلامي أحد الحلقات الرئيسية المفقودة في الاصطفاف العالمي إلى جانب شينجيانغ. أعتقد أن الإجراءات التي اتخذتها الصين في شينجيانغ قد تجاوزت في النهاية خطًا أحمر بين المجتمعات المسلمة في العالم، على الأقل في تركيا، ولكن في أماكن أخرى على الأرجح".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!