ترك برس
نفى تقرير ميداني لموقع المونيتور الأمريكي من داخل مدينة عفرين، ما تداولته مواقع إعلامية عدة، حول بناء الجيش التركي جدارا إسمنتيا حول عفرين يهدف إلى عزلها عن مناطق ريف حلب في شمال غرب سوريا، ومن ثمّ ضمها إلى الأراضي التركية في مراحل لاحقة.
وسيطرت تركيا على عفرين في آذار/ مارس 2018 خلال عملية غصن الزيتون بمساعدة فصائل سورية معارضة أهمها الجيش الحر، بعد شهرين من المعارك نجحت خلالها في طرد تنظيم "ي ب ك".
وكانت وكالة "سانا" السورية الرسمية زعمت أن تركيا بدأت ببناء جدار أسمنتي في محيط مدينة عفرين. ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالأهلية حديثها عن خطة عاجلة لبناء نحو 70 كم من الجدار في المنطقة داخل الأراضي السورية مع أبراج المراقبة التي تكون على اتصال مباشر مع نقاط عسكرية لقوات الاحتلال التركية في إدلب القريبة من عفرين.
ونفى الجيش الوطني التابع للجيش السوريّ الحر صحة ما يتردد من معلومات عن بناء الجيش التركي جدارا عازلا في المدينة. وقال الناطق باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود للموقع الأمريكي، إن "المعلومات التي تناقلتها المواقع الإعلامية مغلوطة وتهدف إلى التشويه وتخدم الدعاية التي تبثها وحدات حماية الشعب (ي ب ك" ضد فصائل الجيش السوريّ الحر".
وأضاف أن ما حدث هو عمليات تحصين وتعزيزات حماية بدأ العمل بها في عفرين منذ 1 نيسان/ أبريل 2019، وشملت بناء جدران إسمنتية حول النقاط العسكرية والقواعد العسكرية التابعة لللجيش التركي في عفرين، كما جرى تحصين ثكنات فصائل الجيش السوريّ الحر ومواقعها بكتل إسمنتيّة وضعت حول المقرات والثكنات.
ودعا حمود أهالي ريف حلب الشمالي ولا سيما في عفرين إلى عدم الانسياق خلف أخبار معروفة المصدر والأهداف، حيث يقوم نظام بشار الأسد وكذلك وحدات حماية الشعب عادة ببث إشاعات كثيرة من شأنها تقويض استقرار المنطقة وتشويه صورة الجيش السوريّ الحر وإخافة المدنيين.
بدوره أشار الناشط الإعلامي السوري عبد الفتاح الحسين الذي يغطي الأخبار من عفرين، إلى أن "ي ب ك" هو الذي بدأت التصعيد في 30 نيسان/أبريل عندما استهدفت مجموعة متسلّلة منه رتلًا عسكريا تركيا كان في طريقه إلى عفرين، بصواريخ مضادة للدروع، ما أسفر عن مقتل جندي تركي ومقاتل من الجيش السوري الحر وجرح آخرين.
وأضاف أن الموقع الذي تسللت منه عناصر "ي ب ك" يقع في القرب من قرية "جلبل" التي يتم إجراء تحصينات عسكرية فيها، وهي منطقة جبلية يسهل على مقاتلي الوحدات التسلل من خلالها.
وأجرى مراسل موقع المونيتور جولة ميدانية في المدينة في العاشر من الشهر الحالي بعد فتح الطريق بين أعزاز وعفرين، وهدوء القتال بين الجيش السوري الحر و"ي ب ك".
وذكر المراسل أن المنطقة تشهد حرصًا أمنيًا متزايدًا من قبل فصائل الجيش السوري الحر والجيش التركي، ويمكن مشاهدة الحواجز الجديدة المنتشرة حول عفرين، وإجراءات الحماية التي اتّخذتها النقاط العسكرية أخيرًا، ودخول شاحنات تركيّة تحمل كتلًا إسمنتية مسبقة الصنع آتية من تركيا لإكمال عمليات الحماية والأمن.
وقال قائد عسكري من الجيش السوري الحر في عفرين، إن عمليات تأمين نقاط التفتيش التابعة إلى الفصائل، وتنظيم عمل الحواجز في منطقة عفرين ونشر المزيد منها في المناطق المتاخمة لخطوط التماس مع "ي ب ك"، تجري منذ بداية شهر أبريل/ نيسان الماضي.
وأضاف أن الجيش التركي قام بتوزيع الكتل الإسمنتية على نقاط التفتيش والحواجز، وعززت القواعد العسكريّة التركيّة القريبة من خطّ التماس إجراءات الحماية، كلّ ذلك لمنع وقوع عمليّات إرهابية تقوم بها عناصر تابعة إلى "ي ب ك".
وفيما يتعلق بصورة الجدار التي تناقلتها موقع إعلامية، قال القائد السوري الذي لم يكشف عن هويته، إنها عبارة عن جدران إسمنتية عدة تمتد لمسافات قصيرة في المناطق الجبليّة قرب النقاط العسكرية في شرق بلدة جلبل، وهي منطقة تتسلل منها عناصر لتنظيم "ي ب ك" لتنفيذ عمليات التفجير داخل عفرين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!