ناغيهان ألتشي - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
في خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في نيويورك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "يمكن إعادة 3 ملايين لاجئ سوري حول العالم إلى بلادهم حال توسعة المنطقة الآمنة. تمتد على مسافة 50 ميلًا، حتى الرقة".
تعمل تركيا والولايات المتحدة على إنشاء منطقة خالية من الأسلحة ومن تنظيم "ي ب ك"المرتبط بالبي كي كي مما سيخلق ملاذًا آمنًا لملايين العرب والأكراد.
وفي مسعى دولي مفترض، يتوقع أن تتدفق الأموال، إلى جانب ضرورة بناء المدن والقرى. لكن استمرار الولايات المتحدة في المماطلة بشأن هذه القضية خلق مشاكل بين الحليفين.
وعلى ذلك ما هو الجدول الزمني؟ هل ستبدأ العملية غدا؟ هل هناك ستارة سحرية تفتح أو تغلق في سوريا من يوم إلى آخر؟ هذه هي الأسئلة التي كنت أحاول إيجاد إجابات لها، وإليكم النتائج بعد التحدث مع العديد من صناع القرار.
تهدف تركيا إلى إنشاء منطقة آمنة لسببين مفهومين للغاية: أولًا، إنها تريد ضمانًا ضد إقامة دويلة "بي كي كي" المحتملة على حدودها وتريد إعاقة منطقة إرهاب بجوار أراضيها.
ثانيًا، تريد تركيا السيطرة على اللاجئين وتنظيمهم في أراضيها. وصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى ما يقرب من 4 ملايين، ويتوقع دخول مليون شخص آخرين بمجرد تدخل نظام بشار الأسد في إدلب. من المستحيل على تركيا التعامل مع هذه الأرقام. ومع ذلك، أود أن أؤكد أنه من المهم أن نلاحظ أننا نتحدث عن عملية طويلة. لا يمكننا أن نتوقع أن يتم إنشاء المنطقة الآمنة غدًا أو أن ينتقل اللاجئون بأعداد هائلة إلى هناك فورًا.
يجب إحداث تحول في سوريا، ويجب أن تنتهي العملية الدستورية وبعد ذلك، يمكننا الحديث عن إعادة هيكلة سوريا الجديدة. من الممكن بالطبع بل من الواجب إنشاء منطقة آمنة مسبقًا، لكن لا يمكننا توقع حل المشكلة السورية على المدى القصير.
وإذا نظرنا إلى العراق، النموذج المؤسف لسوريا، نجد أنه لم يتمكن من التعافي منذ عام 2003. هناك حكومات على الورق، وإذا كانت العملية السياسية قد اكتملت فيما يبدو، فإن الوضع في العراق كارثي، فالدولة منقسمة بين السنة والشيعة والأكراد، والمشاكل والاضطرابات لا تنتهي أبدًا.
ومن المرجح عزيزي القارئ أنك تتابع التطورات الأخيرة في بغداد، حيث بلغ العنف في ذروته، وهناك حظر للتجول والوضع يزداد سوءًا.
ليس من الصعب التكهن بأن سوريا سوف تمر بمراحل مماثلة. لذلك، لا يلوح في الأفق استقرار أو سلام في للبلاد. سوف يستغرق الأمر سنوات، وربما عقودًا، حتى تصبح سوريا دولة مستقرة.
من المحتمل أن تقسم بين ثلاث قوى كما هو الحال في العراق، تضم العرب السنة، والنصيريين والأكراد. ستدعم تركيا السُّنة، ولكن يجب أن ألفت إلى أن تركيا تهدف إلى تعايش متناغم بين المجموعات الثلاث ولا تحبذ إقامة دولة سنية من الأكراد تدعمها الولايات المتحدة، ودولة للنصيريين تدعمها إيران وروسيا.
ستكون سوريا ساحة صراعات على السلطة. ومن الأهمية بمكان في هذه الحالة أن تكون تركيا إحدى القوى، لكن يجب أن نتوقع حدوث تحول بطيء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس