ترك برس
قال خبراء إن وجود مصالح مشتركة بين تركيا وروسيا دفع البلدين إلى تسوية خلافاتهما خلال زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إسطنبول يوم الأربعاء، لإطلاق مشروع خط أنابيب السيل التركي الذي يمر عبر البحر الأسود من روسيا إلى تركيا لإيصال الغاز الروسي إلى أوروبا.
وقال توغرول إسماعيل، خبير الشؤون الروسية بجامعة كهرمان مرعش، لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية: "إنه على الرغم من وجود عدد كبير من الخلافات بين تركيا وروسيا، فإن البلدين لا يرغبان في صدام من أي نوع؛ لأن ذلك ببساطة لن يكون في مصلحتهما".
ورأى الخبير التركي أن كلا البلدين يحتاج إلى الآخر وتجذبهما السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط دون رغبة لديهما في تجاوز بعضهما بعضا.
وطورت تركيا وروسيا علاقة وثيقة على الرغم من تباين سياستيهما في سوريا، وهو تطور جعل تركيا، العضو في حلف الناتو تشتري منظومة إس-400 الدفاعية الروسية، مثيرة غضب حلفائها الغربيين.
وتواجه موسكو وأنقرة تحديا جديدا أيضا في ليبيا مع دعمهما لطرفين متعارضين، حيث تدعم موسكو قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينما تدعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج.
وبدأت تركيا في إرسال قوات إلى طرابلس بموجب اتفاق أمني ثنائي وقعته مؤخرا مع الحكومة الليبية المدعومة من قبل الأمم المتحدة.
واستبعد إسماعيل أن تحدث مواجهة مباشرة في ليبيا بين الأتراك والروس، معربا عن اعتقاده بأن أنقرة وموسكو ستجدان أرضية مشتركة تجنبا للانخراط في هذا السيناريو المخيف.
وأضاف بالقول: "إن تركيا تمثل لروسيا المحاصرة جيوسياسيا بوابة لأوروبا والعالم، الأمر الذي دفع موسكو إلى البحث عن شكل ما من أشكال التسوية مع أنقرة".
وتعليقا على دعوة روسيا وتركيا إلى وقف إطلاق النار في ليبيا بدءا من الأحد القادم، وصف خبراء أتراك الدعوة بأنها إيجابية، حيث اعتبروها علامة جديدة على إمكانية تعاون روسيا وتركيا في ليبيا أيضا بعد سوريا.
وقال المحلل السياسي سيركان ديمتراش، للوكالة الصينية: "يجب أن تعمل تركيا وروسيا معا تجنبا لمنافسة بعضهما بعضا في هذه الدولة".
وأضاف أن "حلقة جديدة من العنف لن تصب في مصلحة تركيا وروسيا مع التأثير في المسرحين السوري والعراقي".
وقالت دبلوماسية تركية: "إن روسيا وتركيا تدركان أن تعاونهما في الشؤون الإقليمية يعود بالنفع عليهما ويعملان وفقا لذلك". وأضافت بشرط عدم الكشف عن هويتها: "قد يكون لدينا نهج مختلفة إزاء الأمور، لكن بيننا قنوات اتصال مفتوحة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!