ترك برس
حمّل مسؤولون أتراك، اليمين المتطرف في أوروبا، مسؤولية الهجوم الذي وقع بمدينة هاناو التابعة لولاية هيسّن غربي ألمانيا، مساء أمس الأربعاء.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال إن السلطات التركية المعنية، وفي مقدمتها السفارة التركية في برلين، تتابع عن كثب تداعيات هجوم هاناو اليميني المتطرف الإرهابي.
وأعرب في كلمة له اليوم خلال فعالية بالعاصمة أنقرة، عن إيمانه بأن السلطات الألمانية ستبذل قصارى جهودها بهدف الكشف عن ملابسات هجوم "هاناو" بجميع أبعاده.
وتقدم أردوغان بالتعازي إلى أسر الضحايا، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
بدورها، شددت الخارجية التركية، في بيان صادر عنها، على وجوب إنهاء هجمات اليمين المتطرف، مضيفة: "حان وقت إيقاف هذه الهجمات، وإلا فإن العنصرية ستبلغ أبعادا خطيرة".
وشدد البيان على أن هجوم هاناو الإرهابي، يعد مظهرا جديدا من مظاهر العنصرية المتعاظمة والعداء للإسلام، مردفاً: "نعزي ذوي ضحايا الهجوم الإرهابي الغادر وفي مقدمتهم أسر مواطنينا الأتراك، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
وأشار البيان إلى استحالة اعتبار هذا الهجوم "هجوما فرديا"، مشيرا إلى حالة اللامبالاة في أوروبا فيما يخص مكافحة العداء للأجانب والمسلمين، تساهم في زيادة مثل هذه الهجمات.
وأوضح أن السبيل الوحيد لمكافحة العنصرية والعداء للأجانب والمسلمين، يكمن في اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تعاظم التيارات العنصرية والمعادية للمسلمين والأجانب.
ولفت البيان إلى أن تركيا مصممة على إظهار التعاون اللازم مع المجتمع الدولي لمكافحة كافة أنواع العنصرية.
من جهته، قال رئيس دائرة الاتصال لدى الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن الهجوم الذي وقع بمدينة "هاناو" الألمانية أظهر مرة أخرى الأبعاد التي وصلت إليها العنصرية، ومعاداة الإسلام واليمين المتطرف في أوروبا.
جاء ذلك في تغريدة نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الخميس، تمنى فيها الرحمة من الله عزّ وجل لكافة ضحايا الهجوم، والشفاء العاجل للجرحى.
وأضاف: "نتمنى أن تنتهي دوامة العنف القائمة على العنصرية والتي نواجهها بكثرة للأسف في أوروبا" ، مطالباً بإجراء تحقيقات دقيقة حول هجوم "هاناو"، ومحاسبة منفذيه بأشد العقوبات.
أما المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، قال إن منفذي الهجوم الذي وقع بمدينة هاناو التابعة لولاية هيسّن غربي ألمانيا، هم بمثابة "داعش" أوروبا.
جاء ذلك في تغريدة نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الخميس، تمنى فيها الرحمة من الله لكافة ضحايا الهجوم، والشفاء العاجل للجرحى.
وأضاف جليك أن هذا "الهجوم، وحشية جديدة للفاشية والعنصرية التي تستولي على أوروبا شيئاً فشيئاً.
وتابع: "معاداة الإسلام، والأتراك والمهاجرين، والفاشية الموجودة في المجال السياسي، وراءها أجندة سياسية تسعى للقضاء على جميع القيم السياسية لأوروبا. هؤلاء هم داعش أوروبا، ويهدفون لإذاقة أوروبا آلاماً مخيفة مرة أخرى، عبر معاداة الإسلام، بعد أن قاموا بذلك عبر معاداة السامية."
وأشار إلى أن الخطابات السياسية ولغة الإعلام، تشجّع الشبكات المعادية للإنسانية.
وأردف: "شبكات اليمين المتطرف، والعنصرية والفاشية، لا فرق بينها وبين داعش. جدار برلين غير المرئي، يعلو من جديد في كافة مناطق أوروبا. الديمقراطيات، والحقوق والحريات تتعرض للتهديد."
وشدد جليك على أهمية محاسبة قتلة المواطنين الأتراك في الهجوم، وضرورة الكشف عن الشبكات التي تتسبب في ظهور أولئك القتلة، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، أعلن السفير التركي في العاصمة الألمانية برلين، علي كمال آيدن، مقتل 5 أتراك من بين الضحايا الـ9 الذين قٌتلوا جراء الهجوم اليميني المتطرف الإرهابي في مدينة هاناو الألمانية.
وقال آيدن في تصريح للتلفزيون الرسمي التركي، الخميس، "لقد شن يميني متطرف ذو إيديولوجية نازية حديثة هجوما إرهابيا على مقهى ومطعم، وحسب المعلومات الأخيرة التي وصلتنا، أسفر الهجوم عن مقتل 9 أشخاص، بينهم 5 أتراك".
وأضاف: "هناك أنباء أخرى مفادها أن منفذ الهجوم ووالدته عُثر على جثتيهما في المنزل منتصف ليلة الأربعاء بعد الهجوم".
وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأتراك بألمانيا لهجوم المتطرفين، حيث يبلغ عدد الضحايا الأتراك جراء الهجمات في العقود الـ3 الأخيرة أكثر من 30 شخصا.
وتمنى آيدن الرحمة للضحايا، والصبر والسلوان لذويهم، مضيفا أن الهجوم أدى أيضا لإصابة 9 أشخاص بجروح خطيرة.
وعبر السفير التركي عن إدانته الشديدة للهجوم، داعيا السلطات الألمانية لاتخاذ كافة التدابير اللازمة للوقوف في وجه هجمات مشابهة في المستقبل.
ووقع هجوم مسلح مزدوج بمدينة هاناو التابعة لولاية هيسّن غربي ألمانيا، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينهم مغتربين أتراك، وإصابة 5 آخرين بجروح، مساء الأربعاء.
وذكر بيان صادر عن مديرية الأمن بولاية هيسن، أن هجومين استهدفا مقهيين للشيشة في شارعين مختلفين بالمدينة المذكورة، ما أسفر عن مقتل 9، وإصابة عدد من رواد المكانين.
وذكر مسؤول في الشرطة المحلية، أن قوات الأمن داهمت منزل أحد المشتبهين، وعثرت في الداخل على جثته وجثة شخص آخر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!