هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
دخل العالم بأسره في نفق.
هل يلوح النور في نهاية النفق؟ نعم.
لكن عند خروجنا من النفق سنواجه مشهدًا مختلفًا عما نعرفه.
والرئيس التركي رجب طيب أردوغان محق تمامًا في قوله: "تنتظرنا تغيرات جذرية على الصعيد العالمي".
***
لكن سيكون من الصعب جدًّا السير في النفق ومواجهة المشهد النهائي ونحن بعقلية متوسطة التعليم..
من أمضوا شهرًا ونصف الشهر وهم يقولون عن قناعة إن "الصينيين يحتسون حساء الخفافيش، وسوف يدمرون العالم"، أصبحوا يرددون الآن عبارة "العلم أولًا وأخيرًا" دون أن يعرفوا معناها.
لكن لا أحد منهم يجرؤ على التساؤل "ماذا نفهم من العلم؟"، لأنهم يعلمون أنهم لا يفقهون شيئًا!
بطبيعة الحال، سيفرحون عندما يسلمهم العلم اللقاح المضاد للفيروس ذات يوم، لكنهم لن يدركوا من سلبهم المال من محافظهم والحرية من أرواحهم، وكيف ولماذا.
***
سأشرح لكم ما أود قوله من خلال التأكيد على "تفصيلين" من تلك التفاصيل التي يُقال إن الشيطان يختبأ فيها..
وعلى كل حال لن يكون لدينا الكثير من الوقت للتفكير بعدها.
على سبيل المثال، أبرمت الولايات المتحدة عقدًا مع شركة "أثينا"، وهي شركة للبرامج الحاسوبية، من أجل جعل أنظمة المسح الموجودة على مداخل المؤسسات العامة والخاصة ومراكز التسوق والمتاحف والمحطات والمطارات وما شابه من أماكن، على شكل "مقياس للحرارة".
وطلبت الولايات المتحدة إتمام هذه المهمة خلال فترة قصيرة.
بطبيعة الحال، في فترة يسود فيها الوباء سيعتبر الجميع هذا تدبيرًا "مفيدًا"، لكن ماذا بعد ذلك؟
من يملك الجرأة على مناقشة ما سيعنيه وضع المرء في المستقبل القريب تحت "مراقبة شديدة" بسبب نزلة برد بسيطة، بالنسبة لإنسان عصرنا، الذي يُعتقد أنه يتمتع بحرية كبيرة؟
***
مثال آخر، من أغلق الأبواب اليوم قد لا يفتحها غدًا..
هل ندرك ذلك؟
إغلاق المسجد الأقصى بسبب خطر الفيروس لم يلفت إلا القليل من الانتباه في إعلامنا.
حاليًّا لا تُقام الصلوات سوى في الساحات المفتوحة.
لكن الأمر المهم هو أن القفل والمفتاح بيد الحكومة الإسرائيلية.. كيف ستعيد فتح الأبواب عندما يزول الخطر ذات يوم؟
أُغلق الحرم الإبراهيمي في الخليل بعد المجزرة فيه، وعندما تم فتحه مجددًا التهمت إسرائيل أكثر من نصفه، هل هناك من يتذكر؟
لا أطلب الكثير، علينا أن نفكر بهذه الأمور ونبقى يقظين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس