ترك برس
نشر موقع المونيتور تقريرًا للمحلل الأمني، متين غورجان، عن التطورات الحربية الأخيرة التي حدثت في ليبيا في خضم انتشار جائجة كورونا، تحدث فيه عن النجاحات العسكرية التي حققتها قوات حكومة الوفاق الشرعية بعد حصولها على أسلحة تركية من طائرات مسيرة هجومية وأنظمة تشويش.
وشنت قوات قائد المتمردين اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، حملة جديدة نحو طرابلس، معززة بإمدادات أسلحة جديدة من حلفائها الإمارات والسعودية ومصر، في أوائل مارس/ آذار، وشددت حصارها للعاصمة من الجنوب وحصارها لمصراتة من الجنوب الشرقي.
ولكن في 25 مارس، شنت حكومة الوفاق الوطني حملة أطلق عليها اسم عملية عاصفة السلام، لصد قوات حفتر، بالاعتماد على الدعم العسكري التركي.
ويقول غورجان إن تركيا استعملت في ليبيا التكتيكات نفسها التي استعملتها بنجاح على مدى خمسة أيام في إدلب السورية في أواخر فبراير/ شباط وأوائل مارس، وهي زيادة الطائرات بدون طيار المسلحة التي تستهدف مراكز القيادة البارزة وأسلحة العدو المهمة، إلى جانب دعم المدفعية ونيران الصواريخ.
ويشير إلى إن قائد عملية عاصفة السلام هو الفريق أسامة الجويلي، وزير الدفاع السابق لحكومة الوفاق ومساعد موثوق به لفايز السراج، ويُعرف الجويلي بأنه أكثر الرجال ثقة في أنقرة بين القادة الليبيين، وقد زار تركيا عدة مرات.
ويضيف أنه في وقت مبكر من 25 مارس، شنت قوات حكومة الوفاق الوطني هجومًا ناجحًا على "قاعدة الوطية الجوية" التي يسيطر عليها حفتر ومحور "الوشكة" شرقي مصراتة، حيث أسرت عددًا من المقاتلين والمرتزقة واستولت كذلك على ذخائر ومعدات عسكرية.
وبدعم من الهجوم الجوي، استهدفت الطائرات التركية بدون طيار مركز قيادة، إلى جانب 10 مبانٍ أخرى وحوالي 40 عربة مدرعة، وقُتل عقيد كان مساعدًا مقربًا لحفتر مسؤولًا عن تنسيق المرتزقة العرب من السودان وتشاد ونيجيريا في الغارات.
ويلفت غورجان إلى أن السبب في إخفاق أنظمة الدفاع الجوي "بانتسير" التابعة لحفتر في التصدي للطائرات التركية هو على الأرجح تدخل أجهزة تشويش الرادار كورال "KORAL"، التي نقلتها تركيا إلى ليبيا في أوائل فبراير.
ووفقًا للمحلل الأمني، فقد تطور النزاع في ليبيا إلى اشتباكات محدودة على الأرض. فمع استمرار الحرب الحقيقية في الجو، ونظرًا لأن الطائرات المروحية والطائرات المقاتلة في حوزة الطرفين المتحاربين قديمة لا تصلح لشيء، فقد أصبحت الحرب حرب طائرات بدون طيار.
ويوضح أن الطائرات بدون طيار التركية "Bayraktar TB2" هي الطائرة المفضلة لدى قوات حكومة الوفاق الوطني، وهي تحمل اثنتين أو أربع ذخائر دقيقة ذكية يبلغ وزنها 40 كيلو غرامًا من طراز "MAM-L"، قادرة على توجيه ضربات لأهداف أرضية من مسافة تصل إلى سبعة كيلومترات (حوالي 4.5 ميل).
في المقابل استعملت قوات حفتر، طائرات بدون طيار من طراز "Wing Loong II" صينية الصنع، والتي حصلت عليها من الإمارات والسعودية.
ويذكر غورجان أن فرقاطة تركية قبالة شاطئ صبراتة، على بعد 55 كيلومترًا (34 ميلاً) غرب طرابلس، أطلقت في الأول من الشهر الجاري صواريخ "SM-1" أرض-جو على طائرات بدون طيار تابعة لحفتر في أول مشاركة عسكرية تركية في الصراع.
ويضيف أن الفرقاطتين التركيتين "جوكسو" و "جوكوفا" تقدمان الدعم للحماية الجوية والبحرية لقوات الجيش الوطني الليبي قبالة الساحل بين طرابلس وصبراتة منذ أوائل فبراير.
وقال إن نشر تركيا لأنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى من نوع "HISAR-O" في طرابلس لن يكون مفاجأة، حيث أصبح الصراع في الحرب على نحو متزايد معركة من أجل التفوق الجوي، ولذلك فإن الفرقاطتين لن تستطيعا سوى تقديم دعم محدود للدفاع الجوي.
ونوه إلى أنه إلى جانب اعتماد عملية عاصفة السلام بشكل كبير على الطائرات المسيرة بدون طيار، فإن طائرة تركية من نوع "E-7T" المزودة بـ"نظام الإنذار المبكر والتحكم الجوي" تطير قبالة الساحل لتوفير معلومات استخباراتية للقوات التركية على الأرض، كانت مفيدة أيضًا.
وإلى جانب توفير المعلومات الاستخبارية حول الأهداف على الأرض، تتبعت هذه الطائرة الطائرات بدون طيار التابعة لحفتر، وهو ما سمح للأنظمة التركية المضادة للطائرات بدون طيار بالتشويش عليها وإسقاطها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!