محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
عاش الفاتيكان أزمة مالية، وحينما بدأ الجميع في الفاتيكان وعلى رأسهم البابا في البحث عن حل لهذه المشكلة، وصل "كرادلة" من الولايات المتحدة الأمريكية ومعهم رجال أعمال إلى الفاتيكان، وقالوا للبابا "هؤلاء رجال أعمال أمريكيون جاهزون لحل المشاكل المالية لكنائسكم، عليكم أنْ تجتمعوا بهم".
أدخل البابا رجال الأعمال إلى غرفته، وأخرج كل من كان فيها، لكن "الكرادلة" الأمريكان وضعوا آذانهم على الباب ليستمعوا ماذا سيقول البابا، وقد سمعوا أنّ رجال الأعمال عرضوا على البابا مبلغ مليار دولار، لكنه رفض وقال "لا، لا يمكن ذلك"، حتى وصل المبلغ إلى 10 مليارات دولار، لكن عندما رفض البابا ذلك وقال "لا"، خرج رجال الأعمال من الغرفة غاضبين.
ماذا يريدون؟
دخل الكاردينال المسئول إلى الغرفة مجددا، وسأل البابا "حضرة البابا لماذا رفضتم عرضا قدره 10 مليارات دولار؟"، ابتسم البابا وقال "يا بني، هؤلاء قدموا هذا العرض من أجل أنْ نقول "كوكا كولا" بعد دعائنا في كل الكنائس بدلا من "آمين"، لو كنت أنت مكاني أتقبل بهذا؟".
لكن السؤال هنا، هل قامت مافيا القمار الأمريكية بإيداع مليارات من الدولارات في حساب الفاتيكان، في مقابل أنْ يستخدم البابا فرنسيس مصطلح "إبادة جماعية للأرمن"؟ لا تقولوا لا يمكن ذلك.
بنوك الإله
الشركة المعروفة الآن "ببنك الفاتيكان"، أصل تأسيسها كان على يد البابا بيوس الثاني الذي كان مقربا من هتلر، وقد أسسها تحت اسم "مؤسسة الأعمال الدينية"، ومنذ تأسيسها وحتى اليوم وهي تحتوي علاقات مظلمة لا أحد يعلم عنها شيئا، وقد نشر الباحث جيرالد بوستر بداية هذا العام كتابا بعنوان "مصارف الإله: الوجه الخفي للفاتيكان"، وقد شرح بصورة واضحة الأمور التي يقوم بها هذا البنك.
حسابات متسخة
يشرح هذا الكتاب طبيعة الأموال التي يحتويها بنك الفاتيكان، بدءا من أموال النازيين وانتهاء بأموال المافيا والأموال القذرة، وقد كان تغيير مدير البنك في الفترة الأخيرة دليلا إضافيا على ما يجري في كواليس هذا البنك، فقد تم إغلاق 200 حساب بنكي لمدير بنك الفاتيكان السابق، ليظهر أنّ مجموع أمواله في البنوك وصلت ل60 مليون دولار، مما كاد أنْ يسبب بفضيحة كبيرة للفاتيكان، الذي قرر فورا تغيير المدير وتعيين آخر جديد من أجل تنقية الصورة.
وهنا لا بد لنا أنْ نجدد السؤال، هل قام المهاجرون الأرمن في الولايات المتحدة الأمريكية بإيداع 25 مليار دولار في حساب الفاتيكان بمقابل أنْ يستخدم البابا مصطلح "إبادة جماعية للأرمن"؟، وهل يقف وراء هذا العمل رجل الأعمال الأرمني كيرك كيركوريان؟
لو كان سيدنا عيسى يرى ويشاهد ما يجري في بنك الفاتيكان لقال "لا يمكنني القبول باستخدام اسمي لأعمال مثل هذه، لا يمكن ذلك"، لكننا نحن الذين نعيش حاليا، لا يمكننا الاستغراب من وجود مثل هذه الأمور في الفاتيكان، فربما يُدين بابا الفاتيكان نهب الكاثوليك لاسطنبول عام 1204، وربما يطالب بإعادة "الحصن البيزنطية" إلى اسطنبول، إذا ما تم إيداع الأموال اللازمة في حساب الفاتيكان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس