ترك برس
بدأت السيدة أصلي إمرة، الأم لعشرة أبناء التي تقيم في منطقة "أدرميت" في ولاية "وان" جنوب شرق تركيا، بتلقي دروس محو أمية من حفيدتها ذات الإحدى عشرة عاما، بعد تخرج أطفالها التسعة من الجامعات، فلديها 3 أطباء، و4 معلمين، ومهندس مدني، وممرض، أما أصغر أطفالها فهو في السنة الأخيرة من الثانوية.
قصة نجاح وعزم "الخالة أصلي" التي تعلمت القراءة والكتابة من حفيدتها
تعيش إمرة، البالغة من العمر 60 عاما، في حي "كيجياك" بمنطقة أدرميت. تزوجت في 16 من العمر من عامل الإنشاءات جلال إمرة، وأنجبت منه 10 أطفال خمسة أولاد وخمسة بنات. واجهت الأم المتفانية مع زوجها الكثير من الصعوبات في سبيل تدريس أطفالها، وكرست حياتها للاهتمام بهم وتشجيعهم على الدراسة بالرغم من أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب، وقد درس ثلاثة من أبنائها الطب، وأربعة معلمين وأحد أبنائها مهندس مدني وآخر ممرض أما الأصغر فهو في المرحلة الثانوية الأخيرة، تدعو له بأن يدرس في قسم جامعي جيد.
بدأت إمرة بتلقي دروس القراءة والكتابة من حفيدتها زينب إمرة، البالغة من العمر 11 عاما، كي تتغلب على الصعوبات التي تواجهها بسبب أميتها. وتقول عن ذلك: "شعور جميل أن نعبر عما نريده بالقراءة والكتابة، فالمعرفة والعلم ليس لها عمر محدد، وينبغي علينا تطوير أنفسنا ما بقينا على قيد الحياة".
ذكرت إمرة السبب الذي دعاها لتعلم القراءة والكتابة من حفيدتها في هذا العمر: "كنت أواجه مشكلة في إفهام الآخرين ما أريد، فأنا أستصعب ذلك لأنني أمية، ولم أذهب إلى المدرسة في صغري. أتمنى أن أستطيع القراءة والكتابة في وقت قصير. تدرسني حفيدتي في وقت فراغها، وبعد ذلك أكرر دروسي لوحدي".
شعرت إمرة بأنها أسعد امرأة في العالم عند تخرج أول أبنائها من كلية الطب: "شعرت كأنني أنا الطبيبة ليس هو، فقد عملنا وعانينا من الفقر والمشقة معا. كان صعبًا بالنسبة لنا كعائلة فقيرة تدريس أبنائنا، إلا أننا لم نتركهم دون رعاية واهتمام. أوصي جميع الآباء والأمهات بالاهتمام بأبنائهم ورعايتهم وعدم تركهم بلا رقابة، والسيطرة عليهم باستمرار. كنت أنتبه على أبنائي وأنصحهم دوما، وأطلب منهم أن يدرسوا دروسهم ولا يهملوها. لقد أدخلت بناتي الخمس إلى المدرسة ليتعلموا، وبدأت بعد ذلك العوائل في منطقتنا بإدخال بناتهم إلى المدارس. لقد أصبحن قدوة لغيرهن من البنات، والحمد لله جميع بناتي تخرجن من الجامعات وتوظفن، ويسعدني ذلك جدا. أصبحت اليوم أول تلميذة لحفيدتي. المعرفة وقراءة اللغة شيء جميل".
أعرب أخصائي أمراض القلب غوركان إمرة، الابن الثالث للسيدة أصلي إمرة، عن سعادته فور رؤيته لوالدته ممسكة قلم رصاص وتكتب على الورقة عند ذهابه لزيارتها، فهي التي بذلت جهودا كبيرة لأجله ولأجل إخوانه وأخواته لتمكينهم من الدراسة في المدارس والجامعات.
وأضاف إمرة: "تأثرت جدا عند سؤالي لوالدتي ماذا كنت تفعلين؟ فأجابت (كنت أتلقى درس محو أمية من حفيدتي). كنا نتمنى في صغرنا أن يدرسنا والدنا ووالدتنا مثل بقية الأطفال. لقد تزوج والداي في سن مبكرة ولم يتمكنا من الدراسة في تلك الفترة. ابتهجت عند رؤيتها تدرس، والتقطت لها صورا وشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أسعدتني ردة الفعل الإيجابية من عموم تركيا لصور والدتي، وأحب والدتي جدا. ’مل أن تتعلم القراءة والكتابة لتعبر عما تريد بشكل مريح. نعيش في أقصى شرق تركيا، التي يعد مصدر رزقها إما الإنشاءات أو الثروة الحيوانية، وقد كان الخيار الثالث لمستقبلنا هو الدراسة. منحنا والدنا عامل الإنشاءات الخيار الثالث، فدرسنا والحمد لله وأصبحنا ثلاث إخوة أطباء، وجميع أخواني تخرجوا من الجامعات ولديهم وظائفهم، ما عدا أصغرنا في السنة الأخيرة بالثانوية، نتوقع منه نجاحا جيدا. أفتخر بوالدي ووالدتي".
تقول الحفيدة زينب إمرة: "تعلمت جدتي القراءة والكتابة في وقت قصير، وأنا أحبها جدا، فهي تلميذتي الأولى، وأشعر أنني سأصبح معلمة بفضلها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!