ترك برس
قصفت القوات المسلحة التركية مواقع تابعة لميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) الإرهابي، في مدينة "تل رفعت" السورية، ما أثار تساؤلاء عمّا إذا كانت تركيا تمهد لعملية عسكرية وشيكة.
وبحسب وكالة الأناضول، تمكن الجيش التركي من تدمير أكثر من 20 موقعًا لتنظيم "YPG"، "وتحييد عدد كبير من الإرهابيين، في مدينة تل رفعت شمالي سوريا".
ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية تركية، السبت، أن قصف مواقع التنظيم الإرهابي جاء ردا على إطلاقه قذائف على ولاية "كيليس" جنوبي تركيا.
وأوضحت المصادر أن "طلقات عقابية" نفذها الجيش على مواقع في "تل رفعت" يعتقد أن القذائف على "كيليس" أطلقت منها الخميس.
وذكرت أن القوات التركية استهدفت، بجانب أماكن إطلاق القذائف، مواقع أخرى لإرهابيي "YPG"، وتمكنت من تدمير أكثر من 20 موقعًا.
كما أسفر القصف التركي عن تحييد عدد كبير من الإرهابيين، وفق المصادر ذاتها.
والجمعة، أكّد الرئيس رجب طيب أردوغان، رد تركيا بالمثل على سقوط القذائف، وقال إن "الاعتداء على كيليس لا يمكن قبوله بالطبع وقمنا بالرد بالمثل وسنواصل ذلك".
والخميس، أعلنت مصادر أمنية أن قذيفة سقطت على أرض خالية وأخرى أصابت ورشة للرخام في حي "أسكي بيشاولر" التابع لـ"كيليس".
بدورها، قالت وزارة الدفاع التركية أنها أخطرت روسيا من أجل إيقاف إطلاق النار من سوريا عقب سقوط القذيفتين على كيليس.
وتخضع "تل رفعت" التابعة لمحافظة حلب لسيطرة إرهابيي "YPG" منذ عام 2016، حيث يستخدمونها منطلقا لتنفيذ الهجمات.
وسبق أن أكّد الرئيس أردوغان في أكثر من مناسبة إن "تل رفعت" ستكون هدفًا للعمليات العسكرية التركية بغية تطهيرها من الإرهابيين الذين يتخذونها منطلقًا لاستهداف المدنيين في المناطق المجاورة.
وكانت تل رفعت تحت سيطرة الجيش السوري الحر حتى "YPG" على المنطقة أواخر 2015 وأوائل 2016. وشهدت المنطقة مظاهرات متكررة نظمها نازحون من أهالي تل رفعت مطالبين الجيش الحر بطرد التنظيم منها وإعادتهم إلى بيوتهم.
وأجرت تركيا مفاوضات مكثفة مع الجانب الروسي في الفترة الماضية بخصوص "تل رفعت" التي يرفض أهلها دخول النظام إليها أو استمرار سيطرة الميليشيات الانفصالية عليها، لكن لم تتوصل لنتائج حتى اليوم.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن أنقرة يمكن أن توسع عملياتها العسكرية ضد المنظمات الإرهابية بسوريا في أي لحظة، حال تعرضت مصالحها للاستهداف هناك.
جاء ذلك في تصريحات لـ "قناة 7" المحلية، تعليقا على تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان، بأن تركيا ستطهر أوكار الإرهاب في سوريا بنفسها إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها.
وقال قالن إن الاتفاقيتين اللتين أبرمتهما تركيا مع روسيا والولايات المتحدة، تتضمنان عبارة "تركيا تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس والتدخل ضد أي كيان إرهابي".
وأشار إلى أن هذا البند يمنح تركيا حق الدفاع عن نفسها والتدخل في المنطقة إذا تعرضت أراضيها أو وجودها في ذلك البلد سواء من حيث الجنود أو الموظفون المدنيون أو عمال الإغاثة أو غيرهم لهجوم من قبل المنظمات الإرهابية "داعش" و"PKK / YPG".
وأكد أن تركيا ستتدخل عندما يكون هناك هجوم أو خطر ضد مصالحها في المنطقة، وذلك من أجل ضمان أمن الشعب السوري، وأمن حدودها، وقد يتوسع نطاق العمليات في أي لحظة".
قال الرئيس أردوغان، إن تركيا قضت على الممر الإرهابي المراد إقامته على طول حدودها، وأثبتت أن أشقاءها السوريين ليسوا وحدهم. وأضاف: "وجودنا الفاعل سيتواصل ميدانيا حتى يتحقق الاستقرار على حدودنا الجنوبية مع سوريا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!