ترك برس
في خطوة هي الأولى من نوعها في لبنان، وُلد في محافظة عكار (شمال)، نادٍ رياضي يحمل اسمًا تركيًا، يهتم بالنشاطات الرياضيّة ولاسيّما كرة القدم منها.
وبرّر القائمون على النادي اختيار اسم "Kardeşler spor akademisi"، أو "الأخوّة عكار" بما تعكسه الثقافة التركيّة من عزمٍ ودفعٍ قوي للشباب عمومًا وقطاع الرياضة خصوصًا، في البلدان كافّة. وفق وكالة الأناضول.
وقرّر النادي الاندماج في عالم الرياضة وكرة القدم منذ سنواتٍ عدّة، لكن الظروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة في المنطقة ليست سهلة، إذ إن القطاع الرياضي لا يختلف عن سائر القطاعات التي تعيش أزمة حقيقيّة وسط الظروف الاقتصاديّة المتدهورة التي تخيّم على البلاد.
وينظر البعض إلى أنّ الرياضة "من الكماليّات" أو نوع من الترف، وقد لا تكون الظروف الحاليّة مناسبة لوضع خارطة طريق سريعة لإنقاذ الرياضة وإعادة تفعليها، لكنّ على أرض الواقع فإنّ آلاف العائلات تعتاش من هذا القطاع الذي يعدّ نبض المجتمع.
ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990) أدت إلى انهيار مالي وظروف اجتماعية سيئة.
انطلاقًا من هذه المعادلة، دخلت تركيا على خط دعم وتحفيز شباب عكار في لبنان على مُمارسة الرياضة من خلال حرصها على إبقاء هذا القطاع على قيد الحياة.
ولم تبخل تركيا في مساندة القدرات اللبنانيّة على الصعد كافّة، وآخرها كان احتضانها لنادي "الأخوّة عكار"، حرصًا منها على تأمين ممارسة الشباب للنشاطات الرياضيّة والاجتماعيّة.
** مزج الحضارة التركيّة مع العكاريّة
وقال رئيس النادي عبد القادر محمد عوض، إن "فكرة النادي ولدت من رحم الوجع الذي يعيشه شباب عكار على مختلف المستويات، لا سيّما الرياضيّة منها، في ظل تهميش الشباب على الصعيد الوطني".
وفي مقابلةٍ مع "الأناضول"، قال عوض: "اخترنا أن يكون النادي مزيجًا من الثقافة اللبنانيّة – التركيّة، من أجل إعادة ربط حاضر عكار بتاريخها، وفي سبيل إعادة إنماء المنطقة على الصعد كافة".
وأضاف: "نحن ومجموعة من الشباب، قرّرنا تأسيس المشروع من أجل رفع الظلم عن اللاعبين والشباب العكاريين، ليأخذوا دفعًا إضافيًا ويستطيعون تمثيل المنطقة بشكلٍ جيّد، بالإضافة إلى بناء مجمّع رياضي ضخم يضم الأندية الرسميّة كافة في المنطقة، كي لا نضطر إلى التدريب خارجها".
وعن سبب اختيار اسم النادي باللغة التركيّة، أوضح: "اخترنا هذا الاسم لكي تكون عكار مجتمعة تحت لواء نادي الأخوة، إذ أردنا مزج الحضارة العكاريّة مع حاضرها وماضيها ومستقبلها الرياضي، من أجل دمجه مع التركيّة وخاصّة من ناحية الثقافة والرياضة".
وعرّف عوض على الفئات العمريّة للفريق، مشيراً أنه "يضم فئات عمريّة عدّة، الرجال الذين يلعبون دوري الدرجة الرابعة، وفئة الشباب التي تتجهّز للعب دوري شباب درجة رابعة، إضافة إلى أكاديميّة نادي الأخوة عكار لفئة الناشئين والأشبال والبراعم".
وحول النشاطات الرياضيّة، تحدّث عوض: "نحن اليوم مع بداية دورة موسم الدرجة الرابعة، لعبنا مباراتين ونتحضر لخوض مباراتين أخريين لكي نتأهل إلى الدور الثاني من البطولة".
وتطرّق عوض، خلال المقابلة، إلى سبب تمتع الفريق الرياضي بالثقافة التركيّة، مبينًا أن "هناك تعاوناً بيننا وبين السفارة التركيّة في بيروت، وهناك خطة مستقبليّة للتعاون ليس فقط في الرياضة وإنما في الثقافة".
وشرح: "بدأ هذا التعاون من خلال دورات لتعلّم اللغة التركيّة في فئة الشباب في النادي الرياضي من أجل اكتساب اللغة التركيّة، وعلى مسافة 6 أشهر ستتكلّل هذه الخطوة بشهادة من السفارة التركيّة.
وأوضح أنّ "هناك مخططاً من أجل إجراء معسكر تدريبي للنادي في تركيا"، مؤكّدًا أنّ "هذه الخطة ستوضع قيد التنفيذ في الأشهر القليلة المقبلة".
وتابع: "نحن أخذنا الشق الرياضي لأننا اكتشفنا ولمسنا أننا على مستوى الرياضة نفتقر إلى إعطاء الصورة الأمثل لهذا المشروع بالتعاون مع السفارة التركيّة في بيروت ستحقق هذه الغاية".
وتضم محافظة عكار بضعة آلاف من التركمان، يقيم معظمهم في قريتي الكواشرة وعيدمون، وينحدر هؤلاء من جذورٍ تركية تعود إلى 400 عام، إذ جاءوا إلى لبنان مع السلطان العثماني سليم الأول، وشكلوا معه "خطّ امدادٍ" للجيوش التركية في تلك الحقبة، واستمروا في التكاثر بفعل المصاهرة والاستقرار.
عدسة "الأناضول" جالت في ملعب "البرق" في البداوي (شمال طرابلس)، أثناء التدريبات الرياضيّة التي يقوم بها أعضاء الفريق.
** امتنان وشكر للدولة التركيّة
وفي أحاديثٍ منفصلة لـ "الأناضول" مع اللاعبين، عبّروا عن شكرهم للدولة التركيّة وسفارتها لدى بيرةت التي لم تبخل يومًا في دعمهم بالطرق والوسائل كافة.
ووجّه اللاعب مصطفى عوض، تحيّة وفيّة إلى الدولة التركيّة التي لم تتردد يوماً في مساعدة المنطقة ولاسيّما النادي، على حدّ تعبيره.
وباللغة التركيّة، شكر اللاعب محمد حبلص الدولة التركيّة التي ساندت الفريق، مؤكّدًا أنّ "تركيا ولبنان لا ينفصلان".
وفي كلماتٍ نابعة من القلب، عبّر اللاعب محمد عائشة، عن امتنانه للدولة التركيّة ولمساندتها الفريق، قائلًا: "من كل قلبنا جزيل الشكر والعرفان".
وأُجبرت الأندية والاتحادات على تعديل برامجها واستراتيجياتها في ما يتعلق بالبطولات والمباريات، نتيجة التعبئة العامة والإغلاق بسبب إصابات كورونا المرتفعة، وكذلك انفجار مرفأ بيروت.
وتلقى القطاع الرياضي ضربات موجعة، لا سيّما على الصعيد المالي مع انهيار العملة المحلية (الليرة) أمام الدولار، والقيود التي فرضتها المصارف، ما جعلها تعيد حساباتها من جديد.
وفي يونيو/ حزيران الفائت، خصص الاتحاد الدولي لكرة القدم مبلغ 1.5 مليار دولار من أجل مساعدة الاتحادات الأعضاء حول العالم التي تأثرت بتداعيات كورونا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!