ترك برس
أشار تقرير بموقع "ناشونال إنترست" الأمريكي، إلى أن تنامي النفوذ التركي في أذربيجان، كان أحد أسباب التوتر الأخير بين طهران وباكو.
جاء ذلك في مقال له بموقع "ناشونال إنترست" الأمريكي، حيث سلّط الضوء على النزاع الأخير بين أذربيجان وإيران، والدور التركي فيه.
وأورد الكاتب 5 أسباب لتدهور علاقات إيران مع أذربيجان، وهي:
أولا، الشراكة الأمنية بين أذربيجان وإسرائيل، إذ قال الكاتب إنه على الرغم من أن الشراكة الأمنية لأذربيجان الشيعية مع إسرائيل غير عادية وفريدة من نوعها، فإن باكو أشارت بالمقابل إلى أن تعاون إيران الشيعية مع أرمينيا المسيحية "التي احتلت الأراضي الأذربيجانية، يتناقض أيضا مع تضامن العالم الإسلامي".
ثانيا، عدم رغبة إيران في قبول دولة شيعية علمانية (أذربيجان) ترى أنها تنتمي إلى مجال النفوذ التقليدي لها. كما أن أذربيجان الحديثة والعلمانية توفر الدعم للمعارضة الإيرانية من خلال إظهار مسار بديل لها. وبالتالي، فإن مثال أذربيجان للإيرانيين الساخطين يشبه الدور الذي تلعبه أوكرانيا الديمقراطية للمعارضة الروسية لنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ثالثا، مخاوف إيران من انفصال الأقلية الأذربيجانية داخلها التي تمثل أكثر من ربع سكانها، إذ دعمت هذه الأقلية باكو في حرب ناغورني قره باغ عام 2020، وهو موقف يتعارض تماما مع دعم طهران لأرمينيا.
رابعا، تنامي النفوذ التركي في أذربيجان. ففي العقود الثلاثة الماضية، تم تطوير الاقتصاد الأذربيجاني والبنية التحتية للطاقة على نطاق واسع، مما جعلها الدولة المهيمنة في دول جنوب القوقاز الثلاث، وهو تطور لا يروق لإيران.
خامسا، إحباط إيران من نتيجة حرب 2020 التي أدت بعد عودة الأراضي المحتلة إلى أذربيجان إلى تقليص الحدود الإيرانية الأرمينية إلى أقل من 50 كيلومترا، وهذا يوفر لأذربيجان خنقا شديد الفعالية لإمدادات الطرق الإيرانية للأقلية الأرمينية الانفصالية في قره باغ.
يُذكر أن التوتر في العلاقات بين الجارتين أذربيجان وإيران تصاعد في الأيام الأخيرة بشكل كبير، وصعّدت طهران من لغة التهديد، ونفذت مناورات عسكرية هي الأضخم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، على طول الحدود مع أذربيجان، وأغلقت باكو المكتب التمثيلي للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في حين أغلقت طهران أجواءها أمام حركة الطيران بين أذربيجان والدول الأخرى.
وخلال الفترة الماضية، شهدت حدود إيران مع كل من أذربيجان وأرمينيا تطورات كبيرة بعد نهاية حرب قره باغ أواخر العام الماضي، إذ استعادت أذربيجان معظم حدودها مع إيران بعد سيطرة أرمينية استمرت أكثر من 30 عاما، وأوقفت القوات الأذربيجانية الشاحنات الإيرانية المتجهة عبر أراضيها المستعادة إلى أرمينيا، واعتقلت سائقين إيرانيين.
وكانت العلاقات بين هذين البلدين الجارين مشبعة بالتوتر، منذ استقلال أذربيجان في عام 1991، والتوتر الحالي بين طهران وباكو ليس جديدًا، ولكن من الواضح أنه الأخطر ولن يكون الأخير، وهناك عوامل متعددة تؤثر في علاقات طهران وباكو، منها تل أبيب وواشنطن، وكذلك الجالية الأرمينية داخل إيران نفسها، مع وجود عوامل متبادلة، بينها قلق إيراني من النزعات الانفصالية للمناطق الأذربيجانية، كما تخشى أذربيجان التأثير الديني الإيراني في مجتمعها العلماني.
وتجد باكو ضرورة لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية ومع تركيا ومع إسرائيل، حيث إنها منفردة غير قادرة على مواجهة أي أنشطة إيرانية قد تستهدفها، بحسب باسل الحاج جاسم، الخبير المختص في شؤون آسيا الوسطى والقوقاز.
يُذكر أن التحالف التركي الأذربيجاني، تعزز مؤخراً عقب دعم أنقرة السياسي والعسكري واللوجستي لـ باكو، خلال معارك تحرير إقليم قره باغ من أرمينيا.
وتربط البلدين روابط عدة أبرزها تاريخية وسياسية وعرقية، حيث يسود لدى الشعبين مبدأ "شعب واحد في بلدين" في إشارة إلى العلاقات الوثيقة بينهما.
وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم "قره باغ"، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.
وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، أعلنت روسيا في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!