محمد قدو الأفندي - خاص ترك برس
دلين سردار النوري اكاديمية جامعية تخصص ماجستير في القانون الدستوري من جامعة الإسكندرية في مصرباحثة و مديرة لمركز دراسات التابعة لجامعة دهوك وهي عضو في اللجنة الدولية للحقوقين. شغلت السيدة النوري عدة مناصب إدارية في كل من جامعة دهوك وجامعة زاخو. وشاركت في العديد من الأنشطة التدريبية والندوات والمؤتمرات والندوات وورش العمل داخل العراق وخارجه ومنها مشاركتها في تركيا في ندوة موسعة عن العراق.
مقدمة الحوار
يرتبط العراق بعلاقات وثيقة مع جارتها الشمالية تركيا تلك العلاقات التي تعود الى عمق التاريخ ،اذ تجمع كلا البلدين العديد من الروابط الثقافية والاقتصادية والدينية وحتى العرقية حيث التداخل بين مختلف القوميات الكردية وحتى التركمانية ،فقد اتسمت تلك العلاقات بالتطور في مختلف الحقب التاريخية ،فلا ننسى ان هناك العديد من المشتركات بينهما ولا سيما نهري دجلة والفرات والذي يعد الرابط القو ي التي تجعل العلاقة بين البلدين مصيرية ، ولذا نجد ان تلك العلاقات بقيت مستمرة وذلك لدخول العراق في تحالفات استراتيجية مع تركيا فضلا عن عقده العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية .
وسيشهد المستقبل القريب مشاركة اقتصادية عراقية كبيرة مع تركيا وستأثرلجميع دول المنطقة لأن هذه المشاركة والتعاون المشترك هو السبيل الوحيد للتغلب على تداعيات الأزمات العالمية.
وفي هذه المناسبة، قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني أثناء زيارته لتركيا مؤخرا إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت تحديدا مع التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على صعيد تعزيز التعاون بين دوله، وحشد الجهود من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي ودفعه قدما، وحل الخلافات استنادا إلى منهجية الحوار المتعقل الذي يغلب المصلحة ويعلي من شأن التعاون بين الجيران بغية تحقيق مصالح الشعوب.
وأضاف: وفي هذا السياق، سنركز في مباحثاتنا مع الجانب التركي على تعزيز العلاقات العراقية – التركية في كافة المجالات خاصة المجال الاقتصادي لا سيما ونحن نتطلع إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية طموحة في قطاعي الطاقة والنقل وتحويل العراق إلى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي .
بعد الانتخابات التركية التي جرت مؤخرا والتي أشغلت الرأي العام العربي والإقليمي والدولي ومانتج عنها فوز تحالف الجمهور بزعامة الرئيس أردوغان بأكثرية المقاعد النيابية وكذلك في الانتخابات الرئاسية والتي جرت على مرحلتين وفازبها الرئيس اردوغان أردنا أن نشارك الباحثة الاكاديمية والمختصة بالقانون الدستوري دلين سردارالنوري لقراءتها لواقع المنطقة بصورة عامة والعلاقات العراقية مع تركيا الجارة بصورة عامة وعلاقة تركيا مع أقليم شمال العراق بصورة خاصة .
توجهنا بعد هذه المقدمة الوافية بسؤال الى السيدة دلين النوري:
- هل سنشهد تطورا في علاقات تركيا مع العراق في كافة الميادين اضافة اتفاقهم في الخط البري الذي يربط العراق بأوربا؟
يرتبط العراق بعلاقات وثيقة مع تركيا تعود لأسباب عدة، منها ثقافية دينية اقتصادية وتجارية بحكم ترابطهما بحدود مشتركة وقضايا مشتركة كالمياه، والقضية الكردية، ووجود المكون التركماني في العراق، ومرور الخط الاستراتيجي الذي يعتبر الشريان الرئيسي لتصدير النفط العراقي إلى ميناء جيهان التركي، ومنه إلى قارة أوروبا وغيرها. ان تطوير العلاقات الثنائية بين تركيا والعراق، قد يسهم في الاستقرار الإقليمي، في المنطقة خصوصًا بعد فوز الرئيس التركي اردوغان والنهج التصالحي الذي بدى واضحًا على السياسة الخارجية التركية مع العديد من الدول المجاورة والاقليمية. فرغم جميع الوقائع التي حدثت في تغير علاقة انقرة و سياستها مع دول المنطقة إلا انها بقت راسخة ثابتة مع العراق يسودها مفهوم الاستمرارية والحفاظ على جوهرها لطبيعة العلاقات الوطيدة بين الشعبين العراقي والتركي وهذا بدوره سيكون واضحاً في تعزيز علاقات التعاون المتبادلة وتوسيعها في مختلف المجالات وآخرها مشروع تجاري عملاق أطلق عليه "طريق التنمية" لربط ميناء الفاو في العراق بالحدود التركية عبر ما يسمى " بالقناة الجافة " في مرحلة أولى ثم منها إلى أوروبا رابطاً الشرق بالغرب بطريقين بري وسككي لنقل البضائع والمسافرين.
- كيف تقرأين مستقبل العلاقات التركية مع اقليم شمال العراق بعد فوز الرئيس اردوغان؟
إن العلاقة بين انقرة وإقليم شمال العراق لن تتغير بعد فوز إردوغان بولاية جديدة، اذ يتمتع القادة في أربيل بعلاقات جيدة مع الرئيس أردوغان وتسعى تركيا في ظل رئاسة اردوغان الى تقوية مكانتها بالمنطقة من الناحيتين السياسية والاقتصادية مما جعلها تقوّي علاقتها بأقليم شمال العراق وذلك بحكم الموقع الجغرافي للأقليم، اذ يشترك الإقليم مع تركيا بمئات الكيلومترات من الحدود.
فأربيل تعتبر أنقرة بوابتها إلى الغرب والأسواق الدولية وبذلك يحافظ الاقليم على شراكة استراتيجية مع تركيا بوجود اردوغان الذي يعتبره الكثيرون "حليفًا مهمًا" لاقليم شمال العراق.
أجرى السيد نيجرفان البرزاني زيارات عديدة لتركيا أثناء ترأسه حكومة الإقليم في عهد السيد مسعود البرزاني وبعد توليه رئاسة الإقليم هل نستطيع اعتبار الرئيس نيجيرفان البرزاني عراب العلاقات الاخوية بين الاقليم وتركيا
———————
يمكن القول ان العلاقة بين إقليم شمال العراق وتركيا نمت وبُنيت على عدد من الأسس منها اقتصادية واخرى أمنية وسياسية، كما أن حكومة الإقليم نسجت علاقات جيدة مع تركيا من خلال علاقات شخصية بين قادة الإقليم واردوغان خلال حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا قبل نحو 20 عاما من خلال عدة زيارات لرئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني مما يعني استمرارية للعلاقة بين أربيل وأنقرة.
من هنا، ولشخصية السيد نيجيرفان بارزاني السياسية والدبلوماسية ولحنكته وفهمه للتحولات والمتغيرات المحلية والإقليمية ولعلاقاته المتينة مع الكثير الرؤساء والقادة، أثرا في تعزيز تلك العلاقة وتوطيدها مما ينعكس إيجابًا على العلاقات بين إقليم شمال العراق وتركيا. وكانت اخرها تلقي رئاسة الإقليم دعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحضور مراسم أدائه القسم بعد فوزه بالانتخابات الاخيرة مما يؤكد عمق العلاقة بين الطرفين .
عن الكاتب
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس
