ترك برس - العربي الجديد
قال الأكاديمي أحمد أويصال، مدير المركز الثقافي التركي "يونس إمره" في العاصمة القطرية الدوحة، إن المجتمع في قطر يتفاعل مع أنشطة المركز، خاصة في مجال تعلم اللغة التركية الذي يشهد لإقبالاً ملحوظاً.
ومنذ اليوم الأول لافتتاحه في العاصمة القطرية الدوحة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2015، يعمل المركز الثقافي التركي "يونس إمره" على نشر الثقافة والفنون واللغة التركية، وتعريف سكان قطر ومنطقة الخليج العربي بتفاصيل المجتمع التركي من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة، والتي تلقى إقبالاً ملحوظاً من مواطنين ومقيمين من الجنسين، ومن مختلف الأعمار.
ويقول أويصال، في حديث لصحيفة العربي الجديد: "يعمل مركز يونس إمره في العاصمة القطرية منذ تسع سنوات، وانضم إلى دوراته لتعليم اللغة التركية نحو خمسة آلاف شخص، وأعتقد أن زيادة الاهتمام بالسياحة والتجارة في تركيا، إلى جانب التعليم في الجامعات التركية، يشجع الناس على تعلم اللغة، فضلاً عن الإقبال على مشاهدة المسلسلات التركية".
ويعمل أويصال كأستاذ لعلم الاجتماع في جامعة إسطنبول، وعُين مديراً للمركز في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويؤكد على تفاعل المجتمع في قطر مع أنشطة المركز، خاصة في مجال تعلم اللغة التركية الذي يشهد لإقبالاً ملحوظاً، سواء عبر الدورات التي تقام في داخل المركز، أو الدورات الخاصة التي يذهب فيها المعلم أو المعلمة إلى منزل الدارس.
ويوضح أن "المركز ينظم برامج تعليم اللغة للأطفال برسوم مخفضة، إلى جانب برامج لغوية متخصصة، من بينها دورة تعليم اللغة التركية في القطاع السياحي، والتي تعنى بمصطلحات يستخدمها الشخص الذي يقصد تركيا للسياحة، فيتعلم ما يساعده على التواصل في الفنادق والمطارات، أو في وسائل المواصلات، وفي المطاعم والمتاجر.
كما يقدم المركز دورات لحاملي الجنسية التركية من مزدوجي الجنسية، وهؤلاء أكثر فئة مهتمة بتعلم اللغة عادة، وثمة توجه لإقامة دورة متخصصة في القطاع الصحي لمساعدة الأشخاص الراغبين بالعلاج أو الاستشفاء في تركيا، ومن المقرر أن ينتقل المركز قريباً إلى مقر جديد أكبر، ما يسمح بالمزيد من الأنشطة والفعاليات".
وإلى جانب تعليم اللغة التركية، ينظم المركز فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة، من بينها دورات في "الرماية التقليدية بالسهام"، ودورات في فنون الرسم و الخزف والتطريز، والرسم على الماء "الإيبرو"، ومعارض للخط، وأخرى للصور، وحفلات للموسيقى الشعبية التركية، ودورات في فنون الطبخ التركي.
وفي هذا السياق، يشير أويصال إلى أن مركز يونس إمره أطلق نادي "القهوة التركية"، ليتيح الفرصة لحوار ثقافي مشترك بين المثقفين الأتراك ونظرائهم من القطريين والمقيمين، ويلفت إلى أن الكثير من الأمثال الشعبية التركية تشير إلى أهمية القهوة في تعزيز الوفاء والكرم، وتدعيم أواصر المحبة والحوار، ومنها "فنجان قهوة له خاطر أربعين سنة" و"الشاي والقهوة ذريعة للمحبة والدردشة".
ويقول: "يعمل مركز يونس إمره بالدوحة، على أن يكون جسراً ثقافياً في محيطه انطلاقاً من التأثير الكبير للثقافة، وكونها إحدى الأدوات المؤثرة في تنمية العلاقات بين الشعوب والأعراق".
ويسعى المركز إلى تقريب اللغة التركية إلى القلوب، لذا يخطط لإقامة دورات خاصة بالمحادثة باللغة التركية، ودورات مكثفة لتعليم اللغة التركية، كما انه يمنح شهادات في اللغة التركية لكل من حضر الدورات، وينظم سلسلة محاضرات مفتوحة حول المجتمع التركي وثقافته.
ويتعاون المركز مع مؤسسة المنح الدراسية التركية في تنظيم رحلات للدارسين إلى تركيا للقيام بجولات مصغرة يزوروا خلالها أقارنهم الأتراك، واستقبال شباب من تركيا في قطر للتعرف إلى الثقافة المحلية، والاطلاع على الفرص المتاحة للسياحة أو العمل أو التبادل التجاري، ويتعاون أيضاً مع العديد من المؤسسات الثقافية المحلية، كـ"متاحف قطر" و"جامعة قطر" بهدف تقديم تجربة ثقافية متميزة.
ويؤكد أويصال أن المركز قرر وقف الأنشطة الموسيقية والغنائية التي يقدمها لمرتاديه حتى انتهاء العدوان الذي يشنه العدو الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في تضامن واجب مع مأساة الشعب الفلسطيني، وتأكيد دعم الشعب التركي والمؤسسات التركية للقضية الفلسطينية.
وتتنوع مستويات وجنسيات الدارسين في مركز "يونس إمره". يقول فارس عبدالحكيم أبو شعبان، وهو طبيب يعمل في مؤسسة حمد الطبية، لـ"العربي الجديد": "بدأت تعلم اللغة التركية في مركز يونس إمرة من أجل تسهيل أموري خلال جولاتي السياحية المتكررة في تركيا"، مؤكداً أن "هناك فارقا كبيرا بين دورات تعلم التركية عبر شبكة الإنترنت، وبين حضور دورات المركز، والتعليم في المركز أفضل بالطبع، فالمدرس يلم بأصول اللغة، ويضم المركز كادراً متميزاً يهتم بتبسيط وسائل التعليم، ما يجعل التعلم أسرع وأنجع".
تخرجت مضاوي الهيدوس من جامعة قطر في تخصص إدارة الأعمال، وتقول لـ"العربي الجديد": "اخترت تعلم اللغة التركية لأني أزور تركيا أكثر من مرة في السنة، وتعلم اللغة يسهل تواصلي هناك، وتعد التركية ثالث لغة أتعلمها، وقد اخترت دورات مركز يونس إمره لأنها الأفضل، وتخطيت المستوى الأول، وأواصل حالياً الدراسة في المستوى الثاني".
ويعد المركز الثقافي التركي في الدوحة الفرع رقم 43 لمراكز يونس أمره في خارج تركيا، وبدأ المركز عمله في تركيا في عام 2009، ويقوم بمهمة تدريس اللغة لأكثر من 400 ألف طالب في 194 دولة، إضافة إلى تنظيم مئات الفعاليات الثقافية والفنية سنوياً في العديد من دول العالم.
ويحمل المركز اسم الشاعر والمتصوف التركي الشهير "يونس إمره"، والذي عاش في منطقة الأناضول خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وترك أثراً كبيراً في الأدب التركي، كونه أحد أوائل الشعراء المعروفين الذين كتبوا أعمالهم باللغة التركية المستخدمة في عصره ومنطقته، وليس باللغة العربية أو اللغة الفارسية اللتين كانتا لغة الأدب في هذا العصر، ويرتبط اسم يونس إمره بالقيم الإنسانية، إذ احتفت جميع أعماله بالدعوة إلى السلام والمحبة، ويستلهم المركز هذه المعاني في نشر ثقافة التسامح سعياً إلى بناء عالم مسالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!