ترك برس
كثفت تركيا مؤخراً من جهودها لنقل مشروع "طريق التنمية" من الورق إلى أرض الواقع، حيث تهدف من خلاله إلى الربط بين الخليج العربي وأوروبا عبر العراق، ويتوقع أن يلعب دوراً إيجابياً في تعزيز التجارة والتواصل الاقتصادي في المنطقة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخلال مشاركته في قمة كونكورديا التي عقدت في مدينة نيويورك الأميركية، في سبتمبر الماضي، قال إن بلاده لمست "عزماً كبيراً" لدى دول الخليج العربي لتنفيذ مشروع "طريق التنمية"، وهو مسار بري من العراق إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
واعتبر أردوغان أن هذا المشروع "يتيح فرصة بناء عالم جديد".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد كشف عن المشروع خلال مؤتمر عقد في بغداد مع مسؤولي النقل من دول الجوار، في أواخر مايو 2023.
ما هو مسار مشروع طريق التنمية؟
سُمِّي المشروع في البداية باسم "القناة الجافة" وتم تغيير اسمه إلى "طريق التنمية" خلال لقاء بين الرئيس العراقي ونظيره التركي في مارس 2023.
يبدأ المشروع من ميناء الفاو في مدينة البصرة جنوبي العراق، مروراً بمدن الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل، ثم يدخل الأراضي التركية من قرية أوواكوي التابعة لولاية شرناق جنوب شرق تركيا، وصولاً إلى ميناء مرسين على البحر المتوسط، ومنه إلى أوروبا، بحسب تقرير لصحيفة "الشرق" المصرية.
ومن المتوقع أن يبلغ طول السكك الحديدية والطرق السريعة التي تربط بين ميناء الفاو والحدود التركية 1200 كيلومتر، بتكلفة تصل إلى 17 مليار دولار.
ومن المرتقب أن يشارك في المشروع بالإضافة إلى تركيا والعراق، عدد من دول المنطقة، فيما من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من المشروع عام 2028، والثانية في 2033، والثالثة في 2050.
وذكرت وسائل إعلام تركية بأن المشروع صممته شركة (PEG Infrastructure) الإيطالية.
ويشغل المشروع مكانة مهمة في أجندة اللقاءات التركية العراقية على أعلى المستويات، إذ أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في 13 سبتمبر 2023، أن بلاده تجري مفاوضات مكثّفة مع العراق، والإمارات، وقطر بشأن المشروع.
وسيطر المشروع على المحادثات التي أجراها أردوغان في قمة العشرين التي عقدت في العاصمة الهندية نيودلهي، في الشهر ذاته.
وقال أردوغان، خلال ختام القمة، إن "بلاده ستعمل مع كل من الإمارات والسعودية والعراق بشأن ممر للسكك الحديدية والموانئ في المنطقة"، مشيراً إلى أنه "يأمل أن يعمل مشروع ممر الموانئ والسكك الحديدية بالتنسيق مع مبادرة الحزام والطريق الصينية".
وأعلن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء العراقي في 14 سبتمبر 2023، أن وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين، أعرب عن رغبة بلاده في المشاركة في المشروع لما له من أهمية لجميع دول المنطقة.
عراقيل أميركية
وتوقع المعارض العراقي المقيم في تركيا، مازن السامرائي، ألا يرى المشروع النور، لأنه يعارض سياسة الولايات المتحدة، معتبراً أن "العراق يحتاج إلى تشاور موسع مع واشنطن وطهران قبل تنفيذ المشروع".
وأضاف لـ"الشرق": "سوف تعارضه الولايات المتحدة، لأنها لن تتخلى عن العراق الذي يعد بمثابة دجاجة تبيض الذهب بالنسبة لواشنطن".
في المقابل قال عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار في البرلمان العراقي، حسن الصباري، إن هناك تصميماً من القائمين على المشروع، على تنفيذه وفق الجدول الزمني المحدد.
وأضاف الصباري لـ"الشرق": "هذا المشروع مهم من عدة جوانب، وتتعاون تركيا مع العراق على إنجازه، لدينا علاقات تاريخية مع تركيا، ونشترك معها في حدود طويلة، كما أن تركيا شريك استراتيجي للعراق، أعتقد أن هذا المشروع سينجح".
وقال الباحث في جامعة البوسفور، إبراهيم أنس أوغلو، لـ"الشرق" إن "تركيا هي بوابة الشرق للغرب، وبوابة الغرب للشرق، ربما ينجح المشروع بالفعل، وربما يكون مجرد دعاية، لكن الأكيد هو أن تركيا والعراق شريكان استراتيجيان".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!