ترك برس
ذكر تقرير نشرته شبكة الجزيرة القطرية أن الشراكة الهندية مع إيران، تستهدف التحالف التركي الأذربيجاني المدعوم من قبل باكستان أيضاً.
التقرير أشار إلى أنه رغم العلاقات المتنامية للهند مع الولايات المتحدة، ومركزية نيودلهي في سياق التنافس الأميركي الصيني، فإن الهند غير حريصة على الاصطفاف ضمن المعسكر الغربي، وتفضل الاحتفاظ باستقلالها الإستراتيجي تطبيقا لمبدأ "الهند أولا".
وتجلى ذلك في استمرار علاقتها مع إيران، حيث تنخرط في مشروع إنشاء الممر الدولي "شمال جنوب" الذي يمتد من موانئ الهند إلى ميناء بندر عباس جنوب إيران، ثم إلى شمال أوروبا عبر الأراضي الروسية.
كما تنسق نيودلهي مع طهران في الملف الأفغاني لموازنة الدور الباكستاني، وتدعم عمل ميناء تشابهار في بلوشستان الإيرانية كبوابة بحرية لدول آسيا الوسطى مقابل دعم الصين لميناء غوادر في بلوشستان الباكستانية.
وتدعم الهند الموقف الإيراني الأرميني بخصوص ممر زانجيزور جنوب القوقاز في مواجهة التحالف التركي الأذري المدعوم من إسلام آباد.
وفي ظل تلك المصالح المشتركة الهندية الإيرانية، رفضت نيودلهي المشاركة بعملية "حارس الازدهار" في البحر الأحمر برعاية واشنطن، لتجنب الانخراط في مسار يتعلق بالحرب على غزة أو يتسبب في الاحتكاك مع الحوثيين أو إيران.
كما أوفدت الهند وزير خارجيتها سوبرامانيام جايشانكار في زيارة لطهران لمدة يومين في يناير/كانون الثاني 2024 لبحث تطورات الحرب في غزة، والتوتر بالبحر الأحمر، وعبر جايشانكار عن موقف بلاده قائلا "هذا الوضع المشحون ليس في صالح أي طرف".
وتوضح زيارة الوزير الهندي لإيران أن بلاده لم تقتصر على نشر سفنها الحربية بالمنطقة، إنما مزجت ذلك بتنشيط علاقاتها الدبلوماسية لتأمين مصالحها وتجنب الاصطدام بأطراف الصراع. وهي خطوات تشير إلى حضور الهند بشكل أكبر في ملفات الشرق الأوسط، وتحولها التدريجي إلى طرف فاعل في ملفاته.
ممر زنغزور
وممر زنغزور هو شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، يمر عبر منطقة "زنغزور" الأرمنية، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان المتمتع بالحكم الذاتي، التابع لأذربيجان إداريا، والمنفصل عنها جغرافيا.
وتحوَّل ممر زنغزور إلى واحد من أكثر القضايا الخلافية بين أرمينيا وأذربيجان منذ حربهما عام 2020، حيث تتهم أذربيجان أرمينيا بالتنصُّل من التزاماتها وفق الاتفاق المبرم بينهما، وتهدد بفتح الممر بالقوة، وامتد الصراع ليشمل دولا إقليمية أخرى مثل تركيا وإيران وروسيا.
ويلعب ممر زنغزور دورا حاسما في زيادة الاتصال الإقليمي، ويتسع تأثيره بحيث يربط أوروبا بآسيا، ويساهم في توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول، كما يعزز مكانة جنوب القوقاز في نظام العلاقات الاقتصادية الدولية.
يقع ممر زنغزور عند التقاء جبال القوقاز الصغرى ومرتفعات الأناضول وجبال زاغروس، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان الأذري المتمتع بالحكم الذاتي، حيث تفرق بينهما الأراضي الأرمينية.
والممر عبارة عن شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، يمر بمنطقة "زنغزور" التاريخية، والتي تطلق عليها أرمينيا اسم "سيونيك"، وذلك بالقرب من الحدود الأرمينية الإيرانية، عبر مدينة "مِغري"، حيث المسافة الأقصر بين إقليم نخجوان وبقية أذربيجان.
ترى أذربيجان أن فتح ممر زنغزور يعنى إعادة بناء السكك الحديدية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، وبناء طرق سريعة في المنطقة لربط أذربيجان بمنطقة نخجوان، ويهدف الممر -بحسب باكو- إلى منح أذربيجان إمكانية الوصول غير المقيد إلى نخجوان دون أي نقاط تفتيش في أرمينيا أثناء المرور عبر أراضيها.
ويعد الممر جزءا من طريق نقل إستراتيجي يمتد من العاصمة الأذرية باكو إلى قارص، المحافظة الشرقية لتركيا، بحيث يمنح الممر تركيا وصولا مباشرا إلى أذربيجان، مرورا بالأراضي الأرمينية، وهذا يتطلب اتفاقية شاملة بين أرمينيا وأذربيجان.
وبشكل عام، فإن الممر هو مشروع جيوسياسي يربط أوروبا بآسيا الوسطى والصين عبر طريق أذربيجان-تركيا.
وفي حين ترفض أرمينيا فتح "ممر" فإنها تقترح إنشاء ثلاث نقاط عبور حدودية جديدة للسماح بعبور المركبات الأذرية من أذربيجان إلى إقليم نخجوان على الجهة الأخرى من الممر، وفق مشروع قرار نشره جهاز الأمن القومي الأرميني في 18 أغسطس/آب 2022، الأمر الذي يفي نظريا بما تضمنته المادة 9 من الاتفاق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!