ترك برس
أكد الكاتب والأكاديمي التركي يوسف قابلان، أن العالم العالم فقط في ظلمه للمسلمين، وأثبتت غزة للجميع مرة أخرى أن "الكفر ملة واحدة"، مشيرًا إلى أن "الشرق والغرب توحدا في عدائهما للإسلام".
وقال الكاتب التركي إن أربعة أشهر مرت على مجزرة غزة، ولا تزال المجزرة مستمرة، "وتصلنا صورها المروعة من هناك، بينما تدلي وزيرة المساواة والمرأة الإسرائيلية ماي غولان الدنيئة والمثيرة للاشمئزاز، بتصريح بمنتهى الوقاحة وبدون تردد تقول فيه "إنها فخورة لِتدمير غزة". لا يمكن اعتبار أمثال هؤلاء بشراً".
وأوضح في مقال بصحيفة يني شفق أنه على صعيد آخر، "تواجه اقتراحات وقف إطلاق النار التي تقدمها إسرائيل في الأمم المتحدة رفضًا من قبل الولايات المتحدة، أحد الأعضاءِ الدائمين في مجلسِ الأمن. لا يمكن تصديق ما يحدث حقًا، يكاد المرء يفقد عقله من شدة الغضب".
وتابع: "لقد اتحد العالم فقط في ظلمه للمسلمين، وأثبتت غزة لنا مرة أخرى أن الكفر ملة واحدة، فالشرق والغرب قد توحدا في عدائهما للإسلام، حيث أثبت كل من المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة والمعسكر الشرقي بقيادة الصين والهند أنهم لن يترددوا في التعاون والعمل معاً لمحاربة الإسلام".
الصين.. من منافس للنظام العالمي إلى عبدٍ له
وبحسب الكاتب، فإنه في عام 1992، نشر صاموئيل هنتنغتونَ مقالًا في مجلة "فورين أفيرز" بعنوان "صراع الحضارات". وفي هذا المقال ـ الذي حوله فيما بعد إلى كتاب ـ حذّر هنتنغتون من إمكانية تحالف الصين مع الإسلام ضد الغرب، ودعا إلى ضرورة منع حدوث ذلك.
لكن ما حدث - يضيف قابلان - هو أن الصين اندمجت في النظام الرأسمالي الليبرالي الجديد وأصبحت خادمة له، ، مما أجبرها على إنكار تجربتها الحضارية التي استمرت خمسة آلاف عام وبنت روح الصين. وفي النهاية لم تتمكن الصين من مقاومة الضغوط الرأسمالية، ورضخت لهيمنة الرأسمالية.
وقال: "معذرةً، لكنني لا أستطيع وصف بعض "خبراء" العلاقات الدولية إلا بأنهم متخلفون ومرتزقة. فهم يُصرون على التحدث باستمرار عن حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة، بل وحتّى عن حرب عالمية ثالثة قد تقع بين الدولتين.
في الواقع، إن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة ضرورية لاستمرار وجود الرأسماليةِ، بل هي فرصة لا تفوت. فالرأسمالية تحافظ على وجودها وتعيد إنتاج نفسها من خلال هذه الصراعات الداخلية للنظام".
وشدد على أن "القول بأن الصين ستصبح منافسًا للولايات المتحدة هو إما جهل تام بما يجري، أو محاولة للتحدث باسم الآخرين والدفاع عنهم.
ولكن ما أريد تسليط الضوءَ عليه هنا هو أن الصين قد خضعت للنظام العالمي (الذي يهيمن عليه اليهود). ولذلك ليس من قبيل المصادفة دعمها لِإرهاب إسرائيل في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وإرسال 6 غواصات إلى شرق البحر الأسود.
وتابع المقال:
إن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ومكانة الصين في النظام العالمي، موضوع كبير يحتاج إلى نقاش مفصل في مقال آخر".
و الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن الصين تقيم علاقات عميقة مع إيران الشيعية التي ستمزق العالم الإسلامي إلى نصفين. من هذا المنظورِ يمكننا القول إن الصين تحارب الإسلام بطرق متعددة، باعتبار أنها أيضاً خادمة للنظام العالمي
الصين والهند ينافسان الغرب في عدائهما للإسلام
لا تقل الصين عداءً للإسلام عن إسرائيل. فمنذ عقود، تمارس الصين مجازر إبادة جماعية مُروّعة ضد المسلمين في تركستان الشرقية، دون أن يحرك أحد ساكنًا.
إنه أمر مرعب حقًا
لم تتأخر الهند أيضًا عن اللحاق بركب إسرائيل، حيث أعلن جنود هندوس استعدادهم للتطوع في الجيش الإسرائيلي لقتل المسلمين. بل إنهم عبّروا عن شعورهم بالسعادة لقتل المسلمين.
فمن هي الهند؟
لقد بلغت كراهية الهند للإسلامِ حدًّا مخيفًا، حيث تمارس مجازر جماعية ضد المسلمين، ويُطردون من البلاد.
لم تتطورالعلاقات العسكرية والتكنولوجية بين الهند وإسرائيل بعد، بينما تشهد الهند مجزرة مروعة ضخمة ضد المسلمين وهدمًا للمعالم التاريخية الإسلامية منذ أشهر. فقد هدمت الهند رسميًا مسجد بابري التاريخي الذي يعود تاريخه إلى سبعة قرون. وتمارس الهند مجازر جماعية ضد المسلمين، وتسعى لطردهم من البلاد.
فأين يحدث هذا؟ في البلد الذي يمثل أكبر تجمع للمسلمين في العالم.
هل رأيتم الآن كيف أن فكرة تقسيم الهند المسلمة وإقامة دول مستقلة مزعومة للمسلمين هي مجرد خطة بريطانية خبيثة؟ وفي هذا السياق، يثير قلقي بشكل كبيرٍ دور السيرِ محمد إقبال كصديق للبريطانيين في ترسيخ هذه الفكرة الانقسامية.
ولم تتردد الهند في دعم مجزرة إسرائيل في غزة نظرًا لكراهية الإسلام التي بلغت ذروتها في الهند، بل أرسلت جنودًا متطوعين لقتال المسلمين في إسرائيل.
لقد فقد الهنود صوابهم في عدائهم للإسلام، وباتوا لا يفارقون الصين في هذا المجال.
الكفر ملة واحدة
ما إن بدأت مجزرة غزة حتى سارع رئيس الولايات المتحدة بايدن إلى زيارة إسرائيل، وسارع رئيس وزراء بريطانيا الهندوسي سوناك إلى زيارة إسرائيل، وأعلن المستشار الألماني شولتزَ أن لإسرائيل الحق في الدفاعِ عن نفسها، وأن ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل، وأنها منعت تنظيم أي مظاهرات في جميعِ أنحاء البلاد دعماً للفلسطينيين، وسارعت رئيسة وزراءِ إيطاليا ميلوني إلى زيارة إسرائيل.
لم تكتفِ جميع الدول الأوروبية وأمريكا والصين والهند بالصمت على مجازرِ الأطفالِ في غزة، بل أعلنوا دعمهم لإسرائيل، وبذلك أثبتوا أنهم قد ارتكبوا جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب. والخلاصة أن مجزرة غزة والإبادة الجماعية قد أثبتتا بكل وضوحٍ أن الكفر ملة واحدة.
نأمل أن تكون هذه الحقيقة الموجعة درسًا يوقظ المسلمين ويعيدهم إلى رشدهم. فبينما نحن نندب حظنا لعدم قدرتنا على إنقاذ غزة، قد تكون غزة هي من سينقذنا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!