ترك برس
أعلن حزب "المستقبل" التركي بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، الانسحاب من السباق الانتخابي في ولايتي شانلي أورفا وماردين، دعما لمرشحي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم لرئاسة بلدية المدينتين، في نموذج جديد يظهر من جديد ديناميكية السياسة التركية وتغيرها وفقاً للتطورات الراهنة.
رئيس فرع حزب "المستقبل" في أورفا، هداية بايسال، أعلن دعم مرشح حزب "العدالة والتنمية" والرئيس الحالي لبلدية أورفا، زينل عابدين بيازغول، في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 31 آذار /مارس الجاري.
وأوضح بايسال في منشور عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن قرار دعم مرشح "العدالة والتنمية"، جاء نتيجة للمشاورات التي جرى إجراؤها بين أعضاء حزب "المستقبل"، بحسب ما نقله موقع "عربي 21".
من جهته، أكد مرشح حزب المستقبل لبلدية أورفا الكبرى، فريد تشيفيك، انسحابه من السباق الانتخابي لصالح مرشح حزب "العدالة والتنمية".
وفي سياق متصل، كشف بايسال عن قرار "المستقبل" دعم عبد الله إيرين، مرشح "العدالة والتنمية" في ولاية ماردين، مضيفا أنه "في حال كان لديه "إيرين" عيوب أو لم يقدم الخدمة، فسننتقده ونحاسبه على التصويت".
ويأتي انسحاب "المستقبل" من السباق الانتخابي في الولايتين قبل أيام قليلة من فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين الأتراك، رغم الانتقادات الحادة التي يوجهها زعيم الحزب المحافظ داود أوغلو، إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زعيم "العدالة والتنمية".
وتُعرف السياسة التركية بأنها ديناميكية تتطور وتتغير بسرعة وفقاً للتطورات ومطالب الجماهير، حيث كان حزب المستقبل مثلاً منخرطاً ضمن تحالف المعارضة ضد أردوغان خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، فيما أعلن دعم مرشحي حزب أردوغان في بعض الولايات بالانتخابات المحلية المقبلة، وكذلك الأمر بالنسبة لتحالف "الطاولة السداسية" الذي تتنافس أحزابه بشكل مستقل في الانتخابات المحلية.
الانتخابات المحلية في تركيا
وتتجه تركيا لإجراء انتخابات محلية في 31 مارس/ آذار 2024، بعد أقل من عام على انتخابات برلمانية ورئاسية أجريت في آن واحد، ووصفت بـ "التاريخية" لكونها تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، وانتهت بفوز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة بعد تحقيقه الفوز من جديد على منافسه، زعيم المعارضة السابق كمال كلجدار أوغلو.
وتخوض الأحزاب التركية الانتخابات المحلية المقبلة إما بشكل مستقل أو ضمن تحالفات يبرز منها تحالف "الجمهور" بزعامة الرئيس أردوغان والذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، فيما يخوض حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا، الانتخابات دون أي تحالف علني، مع وجود تحالفات محلية (غير معلنة) في بعض الولايات والأقضية مع أحزاب مختلفة أبرزها حزب المساواة الشعبية والديمقراطية (DEM) ذو التوجه الكردي.
ويضع تحالف "الجمهور" نصب عينيه في هذه الانتخابات استعادة بلديات مدن كبرى أبرزها العاصمة أنقرة وإسطنبول، من المعارضة التي تعاني من خلافات سواء بين صفوف الحزب الواحد أو على صعيد الأحزاب التي كانت تشكل تحالف "الطاولة السداسية" في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة.
وكما هو الحال في الانتخابات الأخيرة، لجأت الأحزاب المعارضة خلال حملتها الحالية أيضاً إلى استخدام ملف اللاجئين والمهاجرين كورقة ضغط للحكومة أمام الناخبين، حيث بدأت تروج لمزاعم تتهم الحكومة بتقديم تسهيلات مبالغة للاجئين وخاصة السوريين منهم، فيما لم يتردد أكثر من مرشح عن أحزاب المعارضة في التعهّد بالتضييق على اللاجئين والأجانب عامة والعرب على وجه الخصوص، في حال فوزه بالانتخابات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!