ترك برس

أكد الكاتب والإعلامي التركي إحسان أكتاش، أن قادة الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، يخضعون لـ"حصار صهيوني شديد"، وأنه لم تعد هناك أي دولة أو أمة أو مؤسسة تتمتع بالحرية في العالم.

يرى أكتاش أن الصراعات بين إسرائيل وحماس في السنوات الأخيرة لم تقتصر على إبراز مكانة إسرائيل على الساحة العالمية فحسب، بل أدت أيضا إلى نقاشات مهمة داخل إسرائيل نفسها؛ فمنذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1948، فرضت الدولة الإسرائيلية سياسات تدريجية جعلت الفلسطينيين يواجهون الصعوبات في حياتهم اليومية. واستمر هذا النهج في سياق اضطهاد شمل اعتقالات وعمليات قتل وسجن وتهجير واستيلاء على منازل الفلسطينيين.

ويقول في مقال بصحيفة يني شفق إن جرائم إسرائيل ضد فلسطين لم تكن حاضرة دائما على أجندة العالم؛ ورغم أن الهجمات على القدس والمجازر الجماعية كانت تحظى باهتمام إعلامي من حين لآخر، إلا أن إسرائيل التي تسيطر على وسائل الإعلام والسياسة، نجحت في طمس تلك الأحداث.

لكن الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، والذي وصل إلى حد الإبادة الجماعية بدءا من هجوم حماس الأخير، تردد صداه في جميع أنحاء العالم. وأثار هذا العدوان في ظل تراجع القيم الإنسانية، تساؤلات عميقة حول الضمير الإنساني والعدالة. فقد باتت مناصرة القضية الفلسطينية تمثل الوقوف إلى جانب الإنسانية والحفاظ على الشرف والكرامة.

وقدم البروفيسور يوجين كاندل، الذي شغل منصب رئيس المجلس الوطني للاقتصاد في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لمدة ست سنوات وكان من المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و"رون تسور"، أحد كبار تكنوقراط النظام، سلسلة من التوقعات حول مصير إسرائيل. تناول هذان الشخصان اللذان شغلا مناصب حكومية مهمة السؤال التالي: "هل ستشهد إسرائيل عامها المائة؟".

وأثناء مناقشة هذا السؤال، سلطا الضوء على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من ناحية، والانقسامات الداخلية في إسرائيل من ناحية أخرى. ويظهر هذا المقال أن إسرائيل لا تواجه تحديات من حماس فقط، بل تواجه أيضا صراعات داخلية.

وتنص وثيقة "الرؤية" التي أعدها كاندل وتسور على أنه "وفقا للسيناريو العادي للنظام السياسي الحالي فمن غير المرجح أن تتمكن إسرائيل من البقاء كدولة يهودية ذات سيادة في العقد المقبل"، بحسب أكتاش.

ويؤكد الأكاديميون الإسرائيليون أن حزمة الإصلاحات القضائية التي تم تطبيقها العام الماضي، إلى جانب عملية "طوفان الأقصى"، كشفت عن فشل ذريع في نظام الإدارة والحكم والتشغيل. ووصف الأكاديميون هذا الفشل بأنه "ليس انهيارا محليا أو حالة تؤثر على مستوى واحد فقط، بل إنه انهيار تام".

ويدعو الأكاديميون إلى "التحرك" لإحداث تغيير جذري، ويقولون: "في النظام السياسي الإسرائيلي الحالي، لا توجد فرصة لإنهاء الحرب الأهلية". ويضيفون: "بعد الكارثة المروعة وما تعكسه من انهيار وظيفي، لم يعد من الممكن العمل في نفس الإطار وتوقع نتائج أفضل."

وقد شبه أحد المفكرين البارزين الوضع الحالي في إسرائيل بألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، مذكرا كيف انتقلت ألمانيا إلى حكم هتلر وارتكبت أكبر إبادة جماعية في العالم، مشيرا إلى أن إسرائيل تتصرف بعقلية نازية مشابهة. 

ويضيف أكتاش:

على الرغم من كل هذه الأحداث، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي نجاح استراتيجي ضد حماس. ولم تتمكن من إنقاذ الرهائن، ولم تحقق أي تقدم ملموس في الحرب. لقد أدت هذه الإخفاقات إلى ابتعاد إسرائيل عن مفهوم الدولة وتبني هوية أكثر عدوانية وخارجة عن القانون ترتكب إبادة جماعية. تزداد إسرائيل اضطرابا وتفقد توازنها أمام مواقف محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

واليوم يخضع رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء المملكة المتحدة ومستشارة ألمانيا وجميع الدول الأوروبية لحصار صهيوني شديد. وكما سيطرت البابوية ومحاكم التفتيش على المسيحيين في العصور الوسطى، فإن اليهود الصهاينة يسيطرون اليوم على العالم بأسره. فلم تعد هناك أي دولة أو أمة أو مؤسسة تتمتع بالحرية. وكل ما تفعله إسرائيل باسم الإنسانية والعدالة والقانون والضمير والقيم الإنسانية يعرض مستقبلها للخطر.

إننا نتفق مع آراء المفكرين حول مستقبل إسرائيل التي تفيد بأنها لن تشهد عامها المئة، لكنها قد تستمر في الوجود كدولة إرهابية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!