ترك برس
ذكرت تقارير إعلامية أن رفع علم تركيا فوق مبنى مؤسسة رسمية تونسية أثار غضب مواطنين، ما دفع المؤسسة إلى الاعتذار، الأربعاء، في بيان وصف الواقعة بـ"الخطأ" نظرا لوجود تشابه.
والثلاثاء، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس مقاطع فيديو تظهر علم تركيا فوق مبنى الشركة الوطنية للسكك الحديدية (SNCFT)، قبل أن يتم استبداله بالراية الوطنية التونسية، وفقًا لبيان اعتذار أصدرته الشركة.
وبحسب موقع الحرة الإخباري، تضمنت التعليقات انتقادات للإدارة المحلية، ورأي معلقون أن الحادثة تعكس حالة من سوء التنظيم وسوء التسيير في المؤسسات التونسية. وجاء في أحد التعليقات على فيسبوك: "فضيحة علم تركيا ليست بريئة، كل الناس يعرفون هذه الشركة ومن استحوذ عليها في العشرية السوداء".
ووصفت تدوينة مرفقة بمقطع فيديو الواقعة بالـ"عبث". وأكدت الشركة التونسية للسكك الحديدية في بيانها أن ما حدث كان "خطأ" تم تداركه فور اكتشافه.
وجاء في بيان الشركة أنها اقتنت مجموعة من الأعلام، "لكن عند تسلّم الطلبية، تسرّب، عن طريق الخطأ، علم دولة أجنبية مشابه لعلم تونس، ولم يتم الانتباه إلى ذلك إلا بعد رفعه فوق مبنى الإدارة المركزية للملك الحديدي بتونس، وقد تم التدخل على الفور واستبدال العلم بالراية الوطنية".
وأكد البيان أن المؤسسة فتحت تحقيقًا في الحادثة "للوقوف على ملابساتها وتحميل المسؤوليات واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة في هذا الشأن".
تعليقًا على ذلك، قال المحلل التونسي، أسامة الصغير، إن رفع علم دولة أجنبية فوق إدارة عمومية محلية يعد خطأ جسيمًا، لكنه يعكس أيضًا ما وصلت إليه الإدارة المحلية في تونس.
وفي اتصال مع موقع "الحرة"، شدد الصغير على أن الخدمات الإدارية في تونس تراجعت بشكل كبير، مما يؤثر سلبًا على المواطن العادي.
وأضاف: "ليس من الواضح السبب الحقيقي وراء هذا الخطأ"، في إشارة إلى رفع علم تركيا، ثم أردف: "لكن الملاحظ أن هناك تراجعًا في الخدمات العامة في الإدارة التونسية يجب معالجته".
من جانبه، قال المحلل التونسي، نجم الدين العكاري رجح أن "رفع العلم كان خطأ فرديًا حدث دون قصد، نتيجة تشابه بين الرايتين"، لكنه استدرك في حديث لموقع "الحرة" قائلاً: "هناك من يرى أن الشخص الذي قام بذلك أراد توريط رئيسه في العمل، لأنه يعلم أن مسألة الراية الوطنية تحظى باهتمام كبير بين التونسيين، وخاصة من جانب رئيس الجمهورية".
ولتأكيد مدى خطورة أي خطأ يتعلق بالراية الوطنية، أشار العكاري إلى حادثة مشابهة، وقعت قبل أشهر أثارت جدلًا واسعًا في تونس، واتخذ على إثرها الرئيس التونسي قيس سعيد قرارًا بعزل موظفين سامين.
تعود الحادثة إلى شهر مايو الماضي، حين تم حجب العلم التونسي خلال فعالية رياضية بناءً على قرار الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.
وفي حين زُيّنت القاعة بأعلام الدول الـ19 المشاركة في بطولة تونس للماسترز، تم حجب علم الدولة المنظمة من جدران المسبح الذي استضاف المنافسات.
وقد أثارت القضية الشارع التونسي، ما جعل قيس سعيد يتنقل إلى عين المكان في زيارة مفاجئة، حيث رفع العلم التونسي بنفسه، وسط عزف النشيد الوطني، وظهر متأثرًا، وفقًا للصور التي نشرتها صفحة رئاسة الجمهورية التونسية، وقتها، على فيسبوك.
وفي قضية رفع علم تونس على مبنى السكك الحديدية، أوقفت السلطات أربعة موظفين على ذمة التحقيق، وفق ما صرّح به الأربعاء الناطق الرسمي للمحكمة الابتدائية بتونس في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم"، ولا تزال الأبحاث جارية وفق المحطة ذاتها.
يشار إلى أن العلم التونسي والتركي يتشابهان بشكل كبير، باستثناء بعض التفاصيل، حيث يحمل العلم التركي هلالًا وأمامه نجمة بيضاء، بينما يتضمن العلم التونسي هلالًا أحمر بداخله نجمة حمراء محاطة بدائرة بيضاء.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول اختلاط العلمين في تونس، ففي حادثة أخرى عام 2020، واجهت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر، موجة من الانتقادات بعد احتفالها وأعضاء حزبها بعيد الجمهورية باستخدام كعكة تحمل العلم التركي بدلًا من التونسي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!