ترك برس
ذكرت مصادر تركية مطلعة أن أنقرة تجري مباحثات لإنشاء موقع لاختبار الصواريخ الباليسيتة وميناء لصواريخ الفضاء الواقعة في القرن الأفريقي.
ويتطلب برنامج أنقرة إجراء اختبارات لصواريخ باليستية بعيدة المدى، ويُعتبر موقع الصومال في الطرف الشرقي من البر الرئيسي لأفريقيا مثالياً للإطلاق نحو المحيط الهندي، حسبما أفاد الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الأمر. أضافوا أن قرب الصومال من خط الاستواء يجعله موقعاً مناسباً لميناء فضائي، حيث يمكن أن يساعد الاختبار بالقرب من خط الاستواء في تعزيز مدى وكفاءة الصواريخ الفضائية، بحسب تقرير لموقع "الشرق".
التطلعات كانت تراود تركيا منذ فترة طويلة للانضمام إلى السباق الفضائي الذي تهيمن عليه تقليدياً القوى العالمية، وتخطط لإطلاق صاروخ، قد يتم إطلاقه من الصومال، بحسب الأشخاص. أضافوا أن المسؤولين الأتراك واثقون من موافقة الصومال على طلبهم. ورفضت وزارة الدفاع التركية التعليق على الأمر.
حسين شيخ علي، مستشار الأمن القومي لرئيس الصومال حسن شيخ محمود، رفض التعليق عند الاتصال به هاتفياً. وقال عبدي أحمد كوشين، رئيس اللجنة الفرعية البرلمانية للدفاع، إنه لا يعلم بوجود أي اتفاق في هذا الصدد مع تركيا.
عملت تركيا على زيادة مدى صواريخ "تايفون" المصنوعة محلياً من حوالي 560 كيلومتراً (350 ميلاً)، حسبما ذكر الرئيس رجب طيب أردوغان في عام 2022. أشار المطلعون إلى أن موقع الإطلاق في الصومال سيزيل خطر سقوط الحطام في المناطق السكنية أو الدول الأخرى.
التعاون الدفاعي
تعد تركيا واحدة من القوى الأجنبية القليلة التي تعزز علاقاتها مع الصومال في الوقت الذي تسعى فيه البلاد لإعادة البناء بعد سنوات من الحروب بين العشائر الصومالية. على مدار العقد الماضي، وسّعت تركيا نفوذها عبر التعاون الدفاعي ومشاريع البنية التحتية، ولديها خطط لاستكشاف الموارد الهيدروكربونية. كما تشارك في الوساطة بين الحكومة في العاصمة مقديشو، وقادة إقليم أرض الصومال شبه المستقل.
إلى جانب الإمارات ومصر، تعتبر تركيا واحدة من القوى التي تجري وساطات وتحقق تقدماً في أفريقيا مع تباطؤ الاستثمارات الصينية ومحاولات الولايات المتحدة اللحاق بالركب.
بينما أصبحت روسيا رمزاً للمشاعر المناهضة للغرب في بعض المناطق، فإن مرتزقة مجموعة "فاغنر" التابعة لها ليسوا مطلوبين بقدر الطائرات التركية المسيرة "بايكار TB2" التي اشترتها 11 دولة أفريقية.
عملت تركيا على تعزيز نفوذها في دولة القرن الأفريقي منذ زيارة أردوغان للبلاد في عام 2011. ووافق حينها على تقديم مساعدات مالية لإحياء الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة بالإضافة إلى الأمن.
ينص اتفاق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، الذي وُقع بين تركيا والصومال في عام 2015، على إقامة "مشاريع مشتركة للبحث والتطوير والإنتاج في مجال المعدات العسكرية في أراضي الطرفين". وفي يوليو، اتفقت الدولتان على تعزيز تعاونهما الدفاعي والاقتصادي خلال العقد المقبل.
في عام 2017، افتتحت تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج في مقديشو، ويقوم مئات الجنود الأتراك بتدريب الجنود الصوماليين. ويعد ذلك جزءاً من خطة الصومال لتعزيز الأمن بعد تمرد جماعة "الشباب" الإسلامية.
تركيا، التي ترغب في تكرار علاقتها مع مقديشو في دول أفريقية أخرى، تخطط لإرسال سفينة استكشاف للبحث عن النفط والغاز قبالة سواحل الصومال بعد عرض من الحكومة الصومالية.
على الصعيد الدبلوماسي، حاولت أنقرة مؤخراً التوسط في نزاع بين الصومال وإثيوبيا المجاورة بشأن صفقة أبرمتها أديس أبابا لبناء ميناء في أرض الصومال. وتعتبر الصومال أن المنطقة شبه المستقلة جزءاً من أراضيها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!