ترك برس
تناول تقرير للسياسي والبرلماني التركي السابق آيدن أونال، التحركات التي تشهدها الساحة السياسية في تركيا بعد مصافحة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي، نائبَ رئيس حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب.
وقال أونال في تقريره بصحيفة يني شفق إن هذه التحركات أثارت تساؤلات واسعة حول طبيعة التطورات، وقبل يومين وضع الرئيس أردوغان إطارًا واسعًا وواضحًا لها.
وفيما يلي قراءة استعرضها أونال لرسائل أردوغان التي ألقاها في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية:
1. لا توجد أي دعوة للتنظيم الإرهابي؛ فلا حديث عن أي انفتاح أو عملية أو مفاوضات أو غيرها.
2. الانتقال إلى مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب. حيث سيتم تعزيز مكافحة الإرهاب خارج الحدود بعد القضاء عليه داخلياً.
3. حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب لا يظهر استجابة إيجابية للرسائل الموجهة إليه، لا سيما تلك الموجهة إليه من بهجلي. ورغم أن أردوغان لم يغلق نافذة الفرص تمامًا، إلا أنه يوجه تحذيرًا نهائيًا وحاسمًا لحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب.
4. إذا لم يدخل حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب إلى إطار الديمقراطية والقانون ولم يقطع علاقاته بالإرهاب، فستبدأ عملية قانونية حاسمة وغير متسامحة.
5. يعمل أردوغان وبهجلي على فصل تنظيم "بي كي كي" الإرهابي ـ الذي يشكل حاجزاً بين الأكراد والأتراك ـ عن حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، ويتواصلون مباشرة مع الأكراد.
6. تعيين الوصي على بلدية أسنيورت يعد الخطوة الأولى في هذا الاتجاه. أي أن مد يد أردوغان وبهجلي للأكراد يتماشى تمامًا مع تعيين الوصي على بلدية أسنيورت. فكما أن مكافحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي ليست صراعًا ضد الأكراد، فإن الإجراءات القانونية ضد حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب ليست محاولات لتجاهل الأكراد.
7. يُثمن أردوغان موقف رئيس حزب الشعب الجمهوري، لكنه يعرب عن بعض التحفظات. ويدعو أردوغان حزب الشعب الجمهوري للوقوف في المكان الصحيح في هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ. كما يضع أسنيورت أمام الحزب كاختبار، قائلاً: "دعونا نرى، هل أنتم مع الإرهاب أم مع السلام؟".
8. لا يدعم أردوغان بهجلي فحسب، بل يؤكد على موقفه أيضاً. فهما يعملان ويتعاونان معاً
كيف ستتم الأمور؟
ووفقا لأونال، فإن السؤال الأول الآن هو: ما هي الطريقة التي سيتم بها التواصل مع الأكراد بعد إخراج تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، وحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب ـ إذا لم يتغيرـ من المعادلة؟
وأكد الكاتب أن حزب العدالة والتنمية يتمتع بخبرة كبيرة في القضية الكردية، حيث يشغل العديد من الأكراد مناصب في الحزب والحكومة. ويظهر الحزب فعالية وحيوية في الميدان، كما يمتلك أيضًا لغة وخطابًا قادرين على التواصل مع الأكراد.
ونرى الآن أن حزب الحركة القومية قد اتخذ نفس المسار، حيث تبنى نهجًا قوميًا شاملاً بعد أن تخلص من الخلايا العنصرية داخله. يقول أونال.
وتابع التقرير:
إن مجرد تغيير اللغة والموقف والسياسة يمكن أن يساهم بشكل كبير في حل القضية. ويمكن لتحالف الجمهر أن يغير الأجواء بقوة خطابه. ولا يتبقى سوى التفاصيل التي يمكن التوصل إلى توافق بشأنها بسرعة كبيرة.
كما أن قيام أردوغان وبهجلي بزيارات ميدانية معًا في هذا الوقت سيكون خطوة مهمة.
ويمكن أن تكون إعادة تقييم دور السلطات المحلية، وخاصة قوات الأمن والتدابير الأمنية، بحيث يتم التمييز بدقة بين الإرهابي والمدني، خطوة أولى إيجابية.
هل سيتجاوب الأكراد مع هذه المبادرة؟
السؤال الثاني: هل سيتجاوب الأكراد مع هذه المبادرة؟
إن اليد الممدودة من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تُمثل فرصة تاريخية للأتراك وللأكراد، والأهم من ذلك لتركيا بأكملها. بل يمكننا القول إنها الفرصة الأخيرة.
والآن، سيسعى كل من تنظيم "بي كي كي" الإرهابي وحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب وأسياد الإرهاب والفاشيين من الأكراد بكل ما لديهم لرفض هذه اليد الممدودة.
كذلك، لن يقف الفاشيون من الجانب التركي مكتوفي الأيدي، بل ستتحرك العناصر المتخفية في مظهر القومية التركية، التي تعمل على تقويض تركيا، لمحاولة كسر هذه اليد.
سيتكفل تحالف الجمهور بمواجهة الفاشيين المتسللين للجانب التركي؛ وفي المقابل، ينبغي للأكراد أن يكونوا متيقظين تجاه المتربصين والمخربين.
وفي هذه المرحلة، تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المثقفين الأكراد ورجال السياسة والدولة، وخاصةً على الزعماء المؤثرين.
والسؤال هنا: بينما يحاول تنظيم "بي كي كي" الإرهابي تسليم الأكراد للنفوذ الصهيوني، هل ستستمر الجماعات والطرق الدينية والعلماء والدعاة والأئمة، في التزام الصمت وكأن شيئًا لم يحدث؟
فرصة ذهبية لأوزغور أوزال
إن اختبار أسنيورت يمثل تحدياً كبيراً لحزب الشعب الجمهوري، لكنه اختبار سهل للغاية لأوزغور أوزال. ويبدو أن مستقبل أكرم إمام أوغلو قد دخل في مرحلة مظلمة تماماً مع قضية إيسينيورت، كما أن تصريحات منصور ياواش الداعمة لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي قد قضت على مستقبله السياسي. والآن أمام أوزغور أوزال فرصة يمكنه استغلالها بسهولة: إما أن يقطع صلته بحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب أي الإرهاب، ويعود إلى الساحة الوطنية ليصبح قائداً للحزب، أو أن يكون أحد أقصر الرؤساء قيادةً لهذا الحزب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!