يوسف قابلان - يني شفق (10/11/2024)
إن جرائم الإبادة الجماعية والمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني الإرهابي في غزة، أسهمت في زرع بذور الكراهية والعداء ضد اليهود في أنحاء العالم. فقد تلقت الهيمنة اليهودية العالمية، التي أسسها اليهود على مدى قرن كامل وسيطروا من خلالها على دول العالم، وعلى رأسها الدول الغربية، ضربة قوية عقب الإبادة الجماعية في غزة. وقد انهارت فجأة الحملات الدعائية التي سعت لتشويه صورة الإسلام وربطه بالإرهاب وسفك الدماء والبربرية.
لقد مارس اليهود سياسات الترهيب في العاصمة الهولندية أمستردام أيضاً، حيث قام المشجعون الإسرائيليون بإنزال الأعلام الفلسطينية المعلقة على أحد المباني خلال مباراة أياكس ضد تل أبيب. ولكن ما حدث بعد ذلك لم يكن متوقعاً إذ قاوم الفلسطينيون هذه الاستفزازات بعزيمة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة أحدثت فوضى كبيرة. وفي هذا السياق، أود أن أشارك معكم قراءة تحليلية قيمة للأخ مصطفى دوغان، تعكس بوضوح كيف أصبح اليهود محط ازدراء وسخط في أنحاء العالم أجمع عقب الإبادة في غزة.
لا حدود للكراهية والعنف الذي تمارسه العصابات اليهودية
منذ السابع من أكتوبر، حصدت إسرائيل واليهود كراهية الإنسانية جمعاء بسبب حملة الإبادة الجماعية المنهجية التي تمارسها في غزة.
وقد أسفر هذا العدوان الوحشي عن استشهاد ما يقارب ستين ألف شخص 70% منهم أطفال، ضمن عملية إرهابية دينية لا أخلاقية في غزة.
وبسبب الوحشية التي يرتكبونها في غزة، يعاني اليهود من أزمة حقيقية تتعلق بالأخلاق والمشروعية، ولحل هذه الأزمة، لجؤوا إلى تنفيذ خطة فوضى عارمة.
ففي هولندا، التي تضم مجتمعاً يهودياً كبيراً نسبياً، استقدم الموساد عملاءه من هولندا ومن دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها إسرائيل، قبل أيام من الحدث المرتقب.
وقد تم اختيار مباراة أياكس ضد مكابي تل أبيب في أمستردام خصيصاً كجزء من هذا الاستفزاز المتعمد، حيث تواجد آلاف مثيري الشغل اليهود وعملاء الموساد على المدرجات.
وقبل بدء المباراة، وفي لحظة الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا الفيضانات في إسبانيا الأسبوع الماضي، انتهك المشجعون اليهود هذه اللحظة وقاموا بالصراخ وتوجيه شتائم نابية للعرب. ويأتي هذا الرد لأن إسبانيا كانت قد وصفت حرب إسرائيل على غزة بأنها إبادة جماعية وفرضت حظراً على تصدير الأسلحة إليها.
وخلال المباراة وبعدها، ردد المشجعون شعارات معادية للإسلام كـ "الموت لجميع المسلمين، وقوات الدفاع الإسرائيلية ستقضي على العرب".
وبعد انتهاء المباراة، قامت حشود موجهة من الموساد بإحراق الأعلام الهولندية على نحو يوحي بأن المسلمين هم من قاموا بذلك.
كما هاجم اليهود المنازل والمحلات التجارية التي ترفع علم فلسطين، وأحرقوا الأعلام، بسبب مشاعر العداء والحقد تجاه فلسطين وغزة.
لقد طبق اليهود سياستهم المعهودة: "نشر الكراهية والتحريض والتدمير، ثم لعب دور الضحية"، وقد نجحوا في ذلك.
وقد قام العديد من السياسيين البارزين مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والمئات غيرهم، بوصف ردود الفعل المشروعة للمسلمين والمسيحيين، بأنها معاداة للسامية، واعتبارها شكلاً من أشكال الإرهاب
كما سارع رؤساء الدول والحكومات في دول الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع (G7) بتنسيق مذهل، إلى تصنيف الأحداث على أنها "عمل إرهابي يستهدف اليهود بعد الحرب العالمية الثانية"، في محاولة لتبرير الإبادة الجماعية في غزة من خلال خلق صورة للبراءة والمظلومية لصالح اليهود.
وفي الدول الغربية بما في ذلك هولندا، تصدرت وسائل الإعلام الرئيسية التي تديرها الصهيونية عناوين مثل "الإسلام هو الإرهاب، والمسلمون إرهابيون". وبذلك أكمل السياسيون ووسائل الإعلام ما بدأه مثيرو الشغب اليهود.
وتهدف هذه الاستفزازات إلى تحقيق أهداف متعددة لدولة إسرائيل العميقة منها: وقف هجرة اليهود من إسرائيل، وإثبات أن العالم خارج إسرائيل ليس مكانًا آمنًا لليهود، ورفع معنويات الجنود اليهود الذين فقدوا حماسهم ودوافعهم بسبب الحرب في غزة ودفعهم نحو ارتكاب المزيد من المجازر. وتشويه صورة الإسلام من خلال تصويره على أنه دين إرهابي، وتقويض صعوده في الاتحاد الأوروبي.
وفي مشهد آخر في أمستردام، انطبق عليهم مجدداً المثل القائل "ضربني وبكى سبقني واشتكى". فأعمال الشغب اليهودي التي حدثت في أمستردام لم تكن سوى مؤامرة مدبرة من قبل دولة إسرائيل العميقة والموساد.
وفي 7 أكتوبر، نفذ اليهود نفس السيناريو بنجاح، حيث شنوا هجومًا بالطائرات المروحية على مهرجان موسيقي في الصحراء، وارتكبوا مجزرة، واتهموا حماس بذلك. إلا أن صحيفة "جيروزاليم بوست" فضحت هذه اللعبة القذرة التي كانت وراءها إسرائيل، عبر تقرير مصور.
لعنة الله على اليهود المتجبرين الذين استعبدوا العالم وسيطروا عليه كالأخطبوط.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس