ترك برس

 

أكد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق، أن التجربة السياسية لكل من نجم الدين أربكان ورجب طيب أردوغان في تركيا تستند إلى إرث شخصية تاريخية فريدة، وهي بديع الزمان سعيد النورسي.

جاء ذلك في مقابلة لـ بنكيران، مع قناة الجزيرة القطرية، تطرق فيها إلى تجربة الإسلام السياسي في تركيا أيضا.

وأشار بنكيران إلى أن النورسي، بمشروعه الفكري والدعوي، مهد الطريق لجيل من الإسلاميين الذين حاولوا المزج بين الهوية الإسلامية ومتطلبات السياسة الحديثة. وأضاف أن النورسي اختار طريق الدعوة بدل المنازعة على الحكم، مما جعله أساسًا فكريًا لتجارب سياسية جاءت بعده، في ظل التحديات التي فرضتها العلمانية الصارمة في تركيا.

وفي معرض رده على سؤال "يقال إن القواعد تُختبَرُ بالاطراد، سنطّرد مع خلاصتك ونتساءل: إذا ذهب أردوغان إلى الإصلاح المجتمعي، أين ستكون التجربة الإسلامية في تركيا اليوم؟"، قال السياسي المغربي: أردوغان مع هذه الفكرة مئة بالمئة. أردوغان سبقه نجم الدين أربكان، أربكان أسس حزبًا سياسيا حين كان مسموحًا له لتشكيل حزب. لم يتآمر ولم ينقلب. ثم أنهت القوة الغالبة مشواره. قام أردوغان بالمحاولة مرة أخرى، واستطاع أن يصمد إلى الآن. أنا لا أرى أن أردوغان هو الإخوان. غير صحيح.

وفي إجابته لسؤال "لو ظل أردوغان يقارب مقاربة أربكان، أو تخصص في الدعوة إلى أي شيء سيصل؟"، قال بنكيران: هذا ما فعل جدهما بديع الزمان النورسي، وهذا الذي مهد لأربكان ومهد لأردوغان" قالها مادًّا بها صوته، وكأنه فهم من سؤالي ازدراءً للدعوة.

ورداً على مداخلة المحاور حول أن "أتاتورك جاء ومسح كل جهده بالمسّاحة؛ منع العربية ومنع رفع الأذان بها، وحمل المجتمع حملًا على العلمانية"، تساءل بنكيران قائلا: "هل انتهى الإسلام؟ لم ينتهِ. أنا لم أقل لك إن الحركة الإسلامية لا يجب عليها أن تشارك في الحكومة، أو تمتنع عن دخول الانتخابات، قلت لك إنه يجب عليها ألا تدخل في المنازعة على الحكم. والمنازعة في الحكم ليست هي المساهمة في السياسة".

هذا ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن من أكبر الإسهامات التي قدمها رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، هي دفع المسلمين لممارسة السياسة المدنية الديمقراطية.

ويردد أردوغان مقولة شهيرة لأربكان الذي يعتبر "أب الإسلام السياسي" في تركيا، يقول فيها: إن المسلمون لم يهتموا بالسياسة، سيُحكمون من قبل سياسيين لا يهتمون بالمسلمين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!