ترك برس

دخلت شركتا "كاليون" و"جنكيز" التركيتان على خط مشروع تطوير مطار دمشق الدولي، في خطوة تمثل نقطة تحول مهمة لمستقبل أحد أهم بوابات سوريا الجوية.

ويأتي ذلك ضمن عقود نهائية وقعتها الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي السوري مع ائتلاف دولي بقيادة شركة أورباكون القابضة القطرية، بمشاركة شركات تركية وأمريكية، في إطار برنامج طموح يهدف إلى تحديث البنية التحتية للمطار على مدى السنوات القادمة.

ويستهدف المشروع زيادة القدرة الاستيعابية السنوية لمطار دمشق الدولي تدريجياً من 6 ملايين مسافر بحلول نهاية 2026 إلى 31 مليون مسافر خلال عشر سنوات. ويشمل المشروع تطوير المباني الحالية وبناء مبانٍ جديدة، ضمن برنامج تحديث مؤلف من أربع مراحل بتكلفة استثمارية تقارب 4 مليارات دولار.

وأكد مسؤولو شركتي "كاليون" و"جنكيز" أن خبراتهما الطويلة في مشاريع كبرى مثل مطار إسطنبول الدولي ستسهم في تنفيذ مشروع مطار دمشق بمستوى عالمي، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة.

ويتوقع أن يكون للمشروع دور كبير في إعادة ربط البنية التحتية للطيران السوري بالمعايير الدولية، وتوسيع خيارات النقل، وزيادة فرص العمل، وتنشيط السياحة، ودعم النمو الاقتصادي المستدام. كما يشكل المشروع استثماراً طويل الأمد يعزز التنمية المستدامة في سوريا من خلال تحسين قطاع الخدمات، وتنشيط التجارة والمواصلات، وتسريع تصدير المنتجات المحلية إلى الأسواق الخارجية.

ويبرز الدور التركي في المشروع كعامل محوري لتحقيق أهداف التنمية والبنية التحتية الحديثة، بما يرسخ التعاون الاقتصادي بين تركيا وسوريا في قطاع حيوي وحاسم للنمو المستقبلي.

وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.

وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.

بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.

وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ"الأطماع الانفصالية" في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.

ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!