ترك برس
تأسست الدولة العثمانية بتاريخ 27 تموز/ يوليو 1299 على أعقاب الدولة السلجوقية في بلاد الأناضول. في بادئ الأمر قام أرطغرل والد عثمان غازي مؤسس الدولة العثمانية بتولي زعامة عشيرة "كايي" التركية، وحاول تمديد منطقة سيطرتها ففتح عدة مناطق محيطة بها، وبعد أرطغرل تولى الزعامة ابنه عثمان وسعى عثمان أيضًا للسير على نهج والده لتوسيع رقعة دولتهم وسيطر على مساحة واسعة من الأناضول، وأصبحت تُنسب المساحة التي سيطر عليها في الأناضول لاسمه.
بعد قدوم أورخان غازي على رأس الحكم بعد والده عثمان غازي عام 1324 سعى إلى زيادة من مساحة دولة أبيه وحاول تأسيس الدولة العثمانية بشكل رسمي فاتخذ من مدينة بورصة التركية عاصمة رسمية للدولة العثمانية ومن بعد هذا التحرك السياسي أصبح للدولة العثمانية عاصمة رسمية منها تنطلق الجيوش والأعمال السياسية الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية.
وهكذا استمرت الدولة العثمانية في عمليات التوسع والفتوحات الإسلامية إلى أن تولى مقاليد الحكم في الدولة العثمانية السلطان التاسع سليم الأول عام 1512، عندما تولى السلطان سليم الأول للحكم كان التهديد البرتغالي والحرب البرتغالية ضد منطقة الخليج العربي شديدة الوطيس، وكان قائد الحملة البرتغالية يطلق عليه "بوكيرك". بوكيرك كان عازم ومصر على فتح بلاد الخليج العربي وبالتحديد بلاد الحجاز لهدم الكعبة والاستيلاء على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومقتنياته وإلقائها في البحر.
كانت المماليك تحارب ضد بوكيرك بحفاوة وبسالة، وطالبت المماليك السلطان العثماني بيازيد الثاني "والد سليم الأول" بالمساعدة ومد يد العون لهم، فأرسل لهم أسطول بحري وبعضًا من مستلزمات الحرب ولكن بوكيرك علم بتلك المساعدة واستولى على قسم كبير منها ببراعته البحرية قبل وصولها للماليك، ولكن هذه الكميات القليلة من المساعدات العسكرية التي وصلت المماليك كانت كفيلة في الأخذ بيدهم لصد بوكيرك عن أهدافه عام 1413.
وعندما تولى سليم الأول مقاليد الحكم كان يواجهه الخطر الصفوي بقيادة الشاه إسماعيل وأتته معلومات استخبارتية بأن الشاه إسماعيل يسعى للتحالف مع بوكيرك للسيطرة على الخليج العربي والشام ومصر للقضاء على المماليك والحلول محلهم وإن لم يستطع التحالف مع البرتغاليين سيتحالف مع المماليك للقضاء على الدولة العثمانية والسيطرة على مناطق نفوذها، لكن هذا لم يحدث وذلك لموت بوكيرك عام 1515 ورجوع جيوشه إلى حيثما أتت وكما أن السلطان سليم لم يدع فرصة للشاه إسماعيل للتحالف مع المماليك.
على الرغم من عدم تحقيق بوكيرك لأهدافه وسواء كان الشاه إسماعيل يعلم بالأهداف الحقيقية لحملة بوكيرك أم لم يكن يعلم؛ خاف السلطان سليم من تكرار هذه الحادثة" حادثة سيطرة الغرب على بلاد الحجاز والاستيلاء على قبر النبي صلي الله وعليه وسلم" وقرر عام 1515 فتح الشام ومصر وإخضاعهم لسيطرته وبعد ذلك السيطرة على بلاد الحجاز لوضعها تحت حمايته وصد الشاه إسماعيل من السيطرة عليها بشكل مباشر، وبالفعل استطاع سليم الأول فتح الشام عام 1515 من خلال معركة الريدانية وفي عام 1916 فتح مصر من خلال معركة مرج دابق وأبقى على المماليك ولكن تحت سلطته وسطلة أوليائه الذي ولاهم كسلطة عليا في مصر والشام، وبعد ذلك انطلق إلى بلاد الحجاز وهناك وفر أفراد خاصين بحماية قبر النبي صلي الله عليه وسلم وحتى لا تتعرض مقتنايته للسرقة أو الاستيلاء من قبل أعداء الإسلام أمر بنقلها إلى القصر العالي في إسطنبول.
كما أن السلطان عبدالحميد الثاني "الذي لُقب بخادم الحرمين" أعاد تقوية حماية قبر النبي وأعاد ترميم الأبار والخانات المحيطة به ونقل بعضًا من مقتنياته الأخرى لإسطنبول حتى تُحفظ من العبث والاستيلاء خاصة بعد تهديدات الحروب الأوروبية، وكما أمر وحد الدين أخر السلاطين العثمانية بنقل جميع مايخص النبي صلى الله عليه وسلم من مقتنيات لحمايتها من الاستيلاء وذلك في السنة الأولى للحرب العالمية الأولى أي عام 1914. هذه هي الحوادث التي شكلت سر وجود مقتنيات النبي صلى الله عليه وسلم في تركيا وفي إسطنبول بالتحديد.
وبالرجوع إلى سليم الأول الذي حاول القضاء على الدولة الصفوية بعد في معركة تشالديران عام 1516ولكن لم يستطع القضاء عليها وذلك بسبب الدعم الضخم المُقدم من الغرب وخاصة فيينا وباستثناء فرنسا، حيث أن الغرب كان يرى في الدولة الصفوية الأمل الوحيد لتفتيت صفوف المسلمين والقضاء على الدولة العثمانية، واستمرت حرب الاستنزاف بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية إلى عام 1736 حيث تولى بعد ذلك الأقشريين وبعد حرب داخلية دموية استولى القاجاريين على الحكم عام 1796 وكانوا أكثر علمانية من الدولة الصفوية وأوقفوا الحرب مع الدولة العثمانية.
ـ بعض مقتنيات النبي صلى الله عليه وسلم الموجودة في تركيا والتي يمكن زيارتها في قصر الباب العالي في إسطنبول:
ـ عمامة النبي صلى الله عليه وسلم وعصاته التي كان يتكأ عليها في أخر فترات حياته.
ـ نعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ حذاء النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ الصخرة التي تحتوي على أثار رجل النبي صلى الله وعليه وسلم والتي وقف عليها عندما أراد الإعراج إلى السموات العليا في ليلة الإسراء والمعراج.
ـ مكتوب النبي صلى الله وعليه وسلم الذي أرسله لملك الروم.
ـ البساط الذي أهداه النبي صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه بعد فتح خيبر.
ـ سيف وغمد النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ كما يوجد ثوب سيدتنا فاطمة بجانب مقتنيات النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ الختم الشريف الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ـ معطف النبي صلى الله عليه وسلم.
كما يوجد سيف علي رضي الله عنه ضمن هذه المقتنيات التي هي عديدة وكثيرة ولكن نحن حاولنا إيجاز بعضها والبعض الأخر يمكن اكتشاف ورؤيته من خلال زيارتكم للقصر العالي في إسطنبول.
المراجع:
ـ موقع قصص وحوادث إسلامية بإشراف الدكتور راغب السرجاني
ـ الصفويون ودورهم في هدم الإسلام: موقع طريق الإسلام بإشراف محمد العريفي
ـ معركة تشالديران، مركز تاريخ الأتراك للأبحاث التاريخية
ـ إنقاذ سليم الأول للكعبة، موقع ان سون خبر الإخباري قسم الأبحاث والمقالات
ـ تاريخ الدولة العثمانية، موقع قناة ديادينت التركية
ـ بعض مقتنيات النبي صلى الله عليه وسلم الموجودة في إسطنبول، الموقع الإلكتروين لجريدة صباح التركية
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!