إبراهيم كيراس - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس
في الانتخابات الأخيرة وفي حرب اليسار لأردوغان وحزب العدالة والتنمية قام قياديون في الحزب الجمهوري بمخاطبة جماهيرهم من أجل تقديم أصواتهم أمانة إلى حزب الشعوب الديمقراطي، وكانت هذه الدعوات من أجل تأكيد نجاح حزب الشعوب الديمقراطي في تخطي العتبة الانتخابية وهو ما يعني تأكيد عدم حصول حزب العدالة والتنمية على الأغلبية البرلمانية، ويأتي هذا أيضا في سياق دعوات اليسار وبالذات أثر أحداث حديقة "غيزي" التي انطلقت فيها شعارات "لن نجعلك رئيسا" وكانت موجهة إلى أردوغان، فمن أجل منع حصول حزب العدالة والتنمية على الأغلبية البرلمانية ولمنعه من تغيير النظام الانتخابي إلى نظام رئاسي يعطي فرصة قيادة البلاد من جديد لأردوغان، وهو الأمر الذي لا يريدونه بأي شكل من الأشكال، وقد سارت الأمور كما أرادت تلك الأصوات بشكل عام بعد الانتخابات، ولهذا اسألهم هل أنتم راضون عما فعلتم؟
في حملتهم الانتخابية ادعى حزب الشعوب الديمقراطي أنه صاحب الديمقراطية، وأنهم المدافع عن حقوق المرأة والشباب وكافة فئات المجتمع، فجعل الوجه البشوش شعاره بين الناس، وادعى القائمون على حملته أنهم الدعاة إلى الحرية "كل أشكال الحرية" من كردستان إلى الحريات الجنسية، وادعوا أنهم أصحاب المبادئ الراسخة في عالم الديمقراطية، لكن ما لبث أن انكشف اللثام عن نوياهم الحقيقية بعد نتائج الانتخابات التي استطاعوا من خلالها وبفضل مساعدة أحزاب أخرى تخطي العتبة الانتخابية، فسددوا ضربتهم الموجعة إلى أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
بعد نتائج الانتخابات ونجاحهم في دخول البرلمان أعاد حزب الشعوب الديمقراطي "ضبط المصنع" الخاص به ليعود كجناح سياسي لحزب العمل الكردستاني، فبعد يومين فقط وصلت الرسالة من زعيمهم في السجن أوجلان بوقف جهود السلام واستئناف العمل المسلح، فاستأنف حزب العمل الكردستاني أعماله الإرهابية على المنشآت الحكومية من سدود وشوارع وغيرها، والحقائق الصادمة هي أن 80 نائبًا من حزب الشعوب الديمقراطي لم يخرج واحد منهم ليرفض هذه الهجمات الإرهابية أو يسأل حزب العمل الكردستاني عن سبب إعلانه وقف فترة التهدئة في 11 حزيران/ يونيو الماضي.
ثم كانت جرائم القتل والحرق في جميع أنحاء البلاد من "جلي بنار" إلى دياربكر ومن إسطنبول إلى أضنة ومرسين، فقد قتل التنظيم الإرهابي حزب العمل الكردستاني أفراد شرطة ومدنيين أبرياء بتهمة انتمائهم لتنظيم داعش أو ردا على ما قامت به داعش في سوروج، وفي سياق كل هذه الأحداث لم يخرج نائب واحد عن حزب الشعوب الديمقراطي ليدين هذه الأعمال الإرهابية، لتسقط ادعاءات حزب الشعوب الديمقراطي في شعاره بأنه حزب كل الأتراك ولتظهر عورته بأنه الجناح السياسي لحزب العمل الكردستاني.
في الخلاصة، ظهر للعيان وبكل الأدلة والبراهين أن حزب الشعوب الديمقراطي ليس حزب كل الأتراك كما يدعي وإنما حزب للتغطية على الإرهابيين، ولهذا فإنني أسأل الذين قدموا أصواتهم أمانة إلى هذا الحزب ماذا أنتم فاعلون؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس