ابراهيم كيراس - صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
تستمر الأحاديث عن انعكاسات نتائج رئاسة البرلمان على سيناريوهات تشكيل الحكومة، بينما يعطينا انتقال وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إلى رئاسة البرلمان، واستلام وجدي قونول لوزارة الدفاع، يعطينا بعض التلميحات حول ما سيقوم به حزب العدالة والتنمية في المرحلة المقبلة.
في الحقيقة موضوع استلام وزارة الدفاع من قبل شخص غير متواجد في البرلمان هو محل انتقاد كبير، لكن في المقابل، يقولون أنّ الدولة التركية التي تمر بمرحلة حساسة بحاجة إلى أنْ يكون وزير الدفاع هو رجل سياسي "ذو خبرة" حتى يقود هذه المرحلة إلى بر الأمان.
وتعيين وجدي قونول الذي لم يستطع دخول انتخابات 7 حزيران بسبب قاعدة الثلاث فترات، والتصريح الآن بحاجة الوزارة إلى "خبرة" رجل سياسي محنك، يعني أنّ هناك اجتهاد ربما ينطبق على كل أعضاء البرلمان الذين لم يدخلوا قائمة حزب العدالة والتنمية بسبب قاعدة الثلاث فترات.
وضمن نفس إطار هذا الاجتهاد السياسي، تترامى إلى مسامعنا احتمال وضع علي باباجان وزيرا للاقتصاد في حكومة ائتلافية ربما يجري تشكيلها، حتى يستطيع الوزير التقدم في الملف الاقتصادي إلى الأمام.
ومن جهة أخرى هناك العديد من الأسماء الأخرى صاحبة التجربة والنفوذ والخبرة السياسية والثقل السياسي في حزب العدالة والتنمية لم تستطع دخول قائمة الحزب للانتخابات بسبب قاعدة الثلاث فترات، ومنها محمد علي شاهين وبولنت ارنتش وجميل تشيشيك وبشير أطلاي وغيرهم، وهؤلاء يحتاجهم الحزب اليوم أكثر من أي وقت مضى، وخصوصا الآن من أجل تسيير أمور العلاقة بين رئاسة الجمهورية والحكومة، لضمان عدم "انقلاب العربة" بتعبير أهل أنقرة.
وهذا الموضوع يظهر حاليا بصورة بارزة بسبب عدم القدرة على تشكيل الحكومة، والاحتمال الذي يبرز بقوة هو التوجه إلى انتخابات مبكرة في خريف هذا العام، وخصوصا وأنّ هناك أسماء دخلت الحكومة ودخلت البرلمان للمرة الثانية بعد انتخابات 7 حزيران واستمروا في عملهم كوزراء مثل وزير المالية محمد شمشيك ووزير التنمية جودت يلماز، فهل هؤلاء سيعتبرون قد أتموا الثلاث فترات ولن يترشحوا للانتخابات المبكرة؟
وفي المقابل هل سيعتبر النواب الذين استراحوا في الفترة الماضية بسبب تطبيق قاعدة الثلاث فترات قد استحقوا حق العودة إلى عالم السياسة؟ وهل سيتم استثناء هؤلاء بصورة "مؤقتة" لأنّ الحزب لم يستطع تشكيل الحكومة؟
ومهما حدث، يجب على أي حزب سياسي أنْ لا يجعل المنتمين إليه والذين قاموا ببناء الحزب موضع "إشاعات" وأحاديث بين الناس، وما يجب على حزب العدالة والتنمية القيام به اليوم هو إزالة قاعدة الثلاث فترات التي تم وضعها عن حُسن نية لكنها أثرت على الحزب بصورة كبيرة جدا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس