كاياهان أويغور - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس     

تظهر النوايا الألمانية جلية عندما نراقب تحركات الدبلوماسيين الالمان عن كثب، فتحركاته في المنطقة تطلق العنان لكل شكاك، واخر هذه التحركات هو زيارة وزير الاقتصاد الالماني الى طهران فور رفع الحظر عن ايران ضمن الاتفاق النووي الايران المبرم مع الولايات المتحدة الامريكية، تأتي زيارة وزير الاقتصاد الألماني في اطار مشروع نقل الغاز الايران عبر أرمينيا وجورجيا وروسيا الى أوروبا، فألمانيا من ابرز اللعبين من الطرف الأوروبي في هذا المشروع، فالشركات والمصانع الألمانية كانت اول المتحركين وأول من كسر زجاج الصمت حول الاقتصاد الايران اثر رفع الحظر، لتكون هذه التطورات وغيرها من ابرز ما تم ملاحظته للاندفاع الاماني في منطقة الشرق الاوسط.

ايران التي تقطعت بكل فساد وفاسد، فمن الفساد الأخلاقي الى مشاكل المخدرات التي وصل نسبة سكان ايران المدمنين للأفيون الى ما يزيد عن 10%، الى الظلم العام الطام لكل ارجاء البلاد، ايران تفضل ان تنسى كل هذا وتصب جام تركيزها على وهم السيطرة والاستحواذ الذي تقوده في المنطقة، فمن اليمن الى لبنان وسوريا والعراق، تلعب دور الحاكم الشيعي بكل ما اتيت من قوة عقلية وعسكرية مستغلة في ذلك لكل موازنات السياسة الممكنة في المنطقة، فهي تستغل الأوضاع المتضربة بين الولايات المتحدة الامريكية والخليج العربي مع السعودية لتلعب ضمن المسموح في الساحة اليمنية، وأتبعت ذلك تدخلات في ساحات لبنان وسوريا والعراق، لتزيد عليه دخولها معركة حقيقية مع اقوى دولة سنية ديمقراطية في المنطقة "تركيا" بشكل غير مباشر عبر حزب العمل الكردستاني كما صرح مستهترا رئيس وزرائها.

المانيا وعبر جهد كبير من ميركل استطاعت دفع الاتفاق النووي نحو التوقيع بسرعة كبيرة، هذا الدور الألماني يترك كل أصناف علامات التعجب؛ فما الذي يدفع المانيا الى مثل هذا العمل؟ او حتى ما الفائدة التي تطالها؟ المانيا التي عاشت مغامرات الحرب العالمية الثانية مع هتلر تعود اليوم خلف ميركل لتعيش مغامرات جديد في الشرق الأوسط! فعبر الجالية التركية الكبيرة الموجودة في بلادها استطاعت جمع المعلومات الكافية من اجل تخيل اللعبة التركية ووجدت نفسها مع الحليف الكردي كما تصفه، لتدعمه بكل ما اوتيت من قدرات وطاقات ممكنة.

رسالتي الى أصدقائنا الالمان، فادعوهم الى التعقل والتفكر في سياسات بلادهم، قد يستطيعون كسب مليار او مليارين من تحالفهم مع راس الإرهاب في المنطقة "ايران" لكن مع كل مليار يحصلون عليه ستعيش المانيا الامرين من وراء البحار، فكما كانت تجربتهم في دعم الدب الروسي على اليونان فاشلة وذات رد فعل لم تتوقعه المانيا، فان تدخلاتها في منطقة الشرق الأوسط لن تكون اقل من ذلك، فرغم لعب الحكومة الألمانية على أوتار التوازنات الممكنة في المنطقة مثل حليفتها ايران وبالذات لعبها على مشاعر الاسلاموفوبيا، فان مثل هذا اللعب يعد لعبا بالنار؛ لأنه حتما سيرتد على وجهها ليردها على عقبيها خاسرة بائسة تعاني من مشكل الامن والاستقرار في بلادها.

عن الكاتب

كاياهان أويغور

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس