أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
من الصعب سماع كلمة "السلام" عندما ترتفع أصوات الرصاص، واليوم أيضا أصبحنا نجد صعوبة في ترديد كلمة "السلام"، ومن يتحدث اليوم عن السلام يُقابل بردود فعل نعرفها جميعا.
وجه صلاح الدين دمرطاش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي ومسؤولون آخرون في الحزب نداء مباشرا لحزب العمال الكردستاني من أجل وقف إطلاق النار، إلا أنّ هذه المساعي ذهبت أدراج الرياح وسط أزيز الرصاص، وهذا يدل على حالة من "التجاهل" يعاني منها حزب الشعوب الديمقراطي أمام حزب العمال الكردستاني، ولذلك تبعات كثيرة.
وصل حزب الشعوب الديمقراطي إلى أعلى نقطة نفوذ وقوة بعد انتخابات 7 حزيران، ووصلت السياسة الكردية إلى أعلى مرتبة لها، وأعلى نقطة تأثير في الشأن التركي، وفقدان الحزب السريع لهيبته وقوته ونفوذه وتأثيره لا يمكن تفسيره على أنه بسبب سياسة حزب العدالة والتنمية فحسب.
وبغض النظر عن وضع حزب الشعوب الديمقراطي، فإنّ المادة الأولى التي يجب أنْ تتصدر أعمالهم هي وقف إطلاق النار، وإيقاف فوري لهجمات حزب العمال الكردستاني، وعلينا الآن نسيان الأحاديث عن عدم إيفاء العمال الكردستاني بوعوده، لأنّ ما يجب عمله على الفور هو إنهاء أعمال العنف التي يقودها الحزب، وهذا ما يجب أنْ يكون على سلم أولويات وطلبات السياسة الكردية.
ذكرتنا الأحداث الأخيرة بمآسي التسعينيات، والذين تذكروا سفك الدماء ومناظر الموت، والذين اضطروا لتذكر تلك المشاهد، أصبحوا اليوم يعيشون ذلك الكابوس مجددا ويخشون من تدهور الأمور أكثر، لكن مقود القيادة اليوم تحت التصرف الكلي للسياسة الكردية، ومن المنتظر منهم أنْ يحققوا المادة الأولى وبصورة فورية ويضعوا كل ثقلهم السياسي من أجل وقف أعمال حزب العمال الكردستاني.
وفي مقابل ذلك سيعمل المجتمع ككل وبصورة إجبارية على تطبيق الحلول السياسية، فلا يمكن للدولة التركية أنْ لا تقابل خطوة هامة جدا كهذه بصورة سلبية، خصوصا وأننا نتحدث عن السلام.
اليوم تركيا أمام فخ قوي ومُحكم، وحزب العمال الكردستاني جزء من هذا الفخ، سواء أكان ذلك باختياره أم لا، وإذا كنا نتذكر عواقب هذا الفخ، يجب علينا تذكر طريق الخروج منه أيضا، وإذا لم نقم بذلك، فإنّ تأثيرات هذا الفخ ستزداد يوما بعد يوم، وإحدى طرق علاج هذه الآفة هو سحب السلاح من حزب العمال الكردستاني، وفتح الطريق أمام الحلول السياسية.
عندما يعلن حزب العمال الكردستاني سحب يده عن الزناد، ويعلن بدء السير على طريق السياسة الديمقراطية، حينها سترتاح الحكومة وسيكون أمامها مجالات أوسع للمناورة، وطرق أكثر لحل هذه القضية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس