مليح التينوك - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
حلقات الحوار التي دارت في اطار مشروع مباحثات السلام مع الاكراد استمرت الى ما يقارب 2.5 سنة، لكن كان لابد من ان نستيقظ من هذه الاحلام الرومنسية ونرى الأمور على حقيقتها، ونرى حزب العمال الكردستاني مع ذراعه السياسي وهم يلعبون لعبة الإرهاب في الأراضي التركية، ورغم التنسيق الواضح بين الجناح العسكري والجناح السياسي فان حزب العدالة والتنمية لم يبدي أي ردود نابعة من فهم كهذا؛ بسبب ما يترتب علها من التزامات دولية وحقوقية، لقد كانت فترة الهدوء ما قبل العاصفة ما شهدناه من حزب العدالة والتنمية في صبره على حزب العمال الكردستاني، وقد يكون كذلك على جناحه السياسي حزب الشعوب الديمقراطية.
رغم ان محادثات السلام توقفت بإرادة حزب العمال الكردستاني مع حزب الشعوب الديمقراطية، الا ان اكثر المحتاجين اليه سابقا وحاليا هم هذه الأطراف، وفي اطار الحديث عن علاقة حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية فإننا نعلم يقينا ان هذه العلاقة موجودة رغم نفي أعضاء وقادة الحزب لها، وذلك بالأدلة والبراهين القاطعة على طبيعة العلاقة الرومنسية بين الحزبين، ثم يريد ان يظهر الحزبين كغير المتأثر من العمليات العسكرية التي تقوم بها الحكومة التركية في تركيا وسوريا وجبل قنديل، لكن تحركاتهم على الأرض وفي الساحة السياسية تظهر بكل تجلي وقوعهم تحت الضغط التركي.
يجب ان نعلم ان الكتل الكردية والشعب الكردي ليس طرف في تفاهمات ومباحثات السلام، اذ ان الشعب الكردي هو من اكثر الخاسرين من سياسية حزب العمال الكردستاني، وترى تركيا والحكومة التركية ان الشعب الكردي انما هو ضحية اعمال وافعال هذا الحزب المتطرف الإرهابي، فاذا وضع الأمور في اطارها الصحيح، يكون الطرف المعني في محادثات السلام هو حزب العمال الكردستاني، وان النتيجة الحتمية لهذه المحادثات يجب ان تكون تسليم الحزب لكل قطع السلاح التي بحوزته، وغير هذا الحل نكون قد وقعنا في الغلط وبتنا نلعب في الوقت البدل ضائع.
اما الامر الاخر الذي يجب ان نعيه جيدا، هو حقيقية ان مكتسبات حزب الشعوب الديمقراطية السياسية في الانتخابات الأخيرة كان بمساعدة من سلاح وغطرسة حزب العمال الكردستاني، فقد ظهر للعيان استخدام كلا الحزبين للبروجبندا عبر توظيف كل عوامل الساحة السياسية للمنطقة ولعبها على أوتار الصراعات المسلحة.
وإذا أردنا ان نتكلم بصراحة، فان الهدف الحقيقي لمحادثات السلام يجب ان يكون تسليم حزب العمال الكردستاني سلاحه للحكومة التركية، وتبرء كل أعضائه من الأعمال الإرهابية واعمال العنف، ومن ثم اندمج الحزب والافراد في العملية السياسية كمواطنين اتراك لهم كل الحقوق المحفوظة، وان لم يكن هذا فان الصراع الدامي لما يقارب 30 عاما مع حزب العمال الكردستاني سيدوم ويصبح أكثر خطورة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس