ترك برس
جامع السلطانة (الأميرة) "مِهرِماه" (Mihrimah Sultan) الواقع في حي "أوسكودار" بالشطر الآسيوي لمدينة إسطنبول، هو أحد أهم وأبرز معالم إسطنبول التي تستحق الزيارة، واسم الأميرة "مِهرِماه" هو اسم فارسي، فَـ"مِهر" هي الشمس و"ماه" هو القمر باللغة الفارسية. ويسمى أيضا "جامع المرفأ"، "فمهرماه سلطان"، إنها الابنة الوحيدة للسلطان سليمان القانوني من السلطانة "هُرِّمْ"، المعروفة بجمالها وحسنها. واسمها الذي يجمع بين (الشمس) و(القمر) في معناه باللغة الفارسية، يعكس عراقة شخصيتها وأصالتها.
شُيِّد الجامع في البداية ككلية (مُجمّع) عثمانية على يد المهندس المعماري المعروف سِنان. يضُم في مركزه الجامع وهو محاط بمطبخ كبير، ومستشفى، ومدرسة. ولبناء هذا الجامع أسطورة، كما يقال إنّه تنافس على حب هذه الأميرة أحمد باشا حاكم ديار بكر ومعمار سنان باشا، وتزوجت الأميرة في النهاية من أحمد باشا وطلبت من معمار سنان باشا أن يبني لها مسجدا، فبنا مسجدًا جميلًا ورائعًا في "أوسكودار" في الجزء الآسيوي من إسطنبول في عام 1548، وبنا لها جامعًا آخر في الجزء الأوروبي في منطقة "أدرنه كابي" في عام 1562-1565، ويحمل نفس الاسم والسر في هذين المسجدين أنه في 21 آذار/ مارس من كل عام يوم ولادة الأميرة، عندما تغيب الشمس خلف مئذنة جامع "مِهرِماه" في الجزء الأوروبي يظهر القمر فوق مئذنة جامع "مهرماه" في الجزء الأسيوي، كما الشمس والقمر لا يلتقيان وكذلك لم يلتقي سنان باشا بحبيبته فلذلك بنا كل جامع في شطر، واحد في أوروبا والثاني في آسيا.
ويضم المسجد ساعة شمسية موجودة في صحن الجامع لتدل على ساعات صلاة الظهر والعصر، إضافة إلى مشاهدة جمال جسر البوسفور من حديقة الجامع المكتظة بالسياح، فمنطقة "أوسكودار" تستحق بموقعها المتميز أن تكون مركزا لمدينة إسطنبول، وهي حي له خصوصية بذاته وله شخصيته الفريدة، ولذلك يتمتع بوجود العديد من الأماكن الأثرية الجديرة بالزيارة، مثل السوق البلدي (سوق البادية)، وضريح الشيخ مصطفى دواتي، أحد أولياء الله. وحي "كوزجونجوك" الجميل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!