كاياهان أيوغور – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
يتساءل البعض حول العمليات التي تقوم بها تركيا ضد الارهاب، فيما إذا كنا فعليا "نعود لعهد التسعينيات أم لا؟"، وهدف هؤلاء من ذلك هو وضع الحكومة وقوات الأمن تحت الضغط والخوف من تكرار أخطاء ما جرى في تلك الحقبة، وهذا ما يسمى بالارهاب الفكري، والذي يتمثل بالكذب، والافتراء، وكي الوعي، والحملات الإعلامية، وجمع التواقيع، وغيرها من الأساليب.
وقبل أنْ نخوض في التفاصيل أكثر، علينا إيضاح نقطة هامة هنا، وهي أنّ ما حدث في التسعينيات كان سببه أخطاء عديدة، وجوانب قصور متنوعة، وتجاوز للقوانين، لكن في نفس الوقت، كان هناك إصرار على مواجهة الارهاب، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.
والذين يقفون اليوم ضد العمليات التي تقوم بها تركيا في وجه الإرهاب، ما هم إلا انهزاميون، ويدّعون أنّ سبب موقفهم هذا أنّ الحرب على الارهاب والتي استمرت لنحو 30 عاما ضد حزب العمال الكردستاني لم تأت بنتيجة، وما يجري اليوم من عمليات لن يأتِ بأية نتائج أيضا على حد وصفهم.
لكن الحقيقة عكس ذلك، وهي أنّ ما جرى ضد الارهاب وما تم اتخاذه من إجراءات وقائية، كان سببا في الوصول إلى نقطة النهاية مرتين، وإذا كان هناك نتيجة وحقيقة حتمية لما جرى مؤخرا، فإنها تشير إلى أنّه لا يمكن مكافحة الارهاب من خلال المفاوضات، وهذا ما ثبت خلال عملية السلام منذ 2012.
إذا لم يترك الارهابيون سلاحهم بصورة نهائية، فقد يضعوا أياديهم مجددا على الزناد في أي لحظة، وإذا كان هناك منظمة مسلحة داخل دولة غير تابعة لسيادتها، فإنها بلا شك ستعمل على الوصول إلى الحُكم وبسط نفوذها سواء أكان ذلك بصورة علنية أم سرية، وربما تقوم المنظمة الارهابية أيضا بتجاوز ذلك، وتشن هجوما مسلحا على دول أخرى إذا ما رأت ذلك يصب في صالحها.
كل ذلك ثبت من خلال تطور الأحداث الحاصلة في تركيا، وقد أثبت حزب العمال الكردستاني مرارا وتكرارا أنه لن يترك سلاحه طواعية، ولهذا فإنه لا عودة عن العمليات المسلحة والعسكرية ضد هذه المنظمة الارهابية.
والارهاب الفكري، يعتبر أخطر من الرصاص الذي يُطلق على رجال الشرطة والجنود، وسعت الدولة التركية على مدار 15 عاما الأخيرة على زرع مفاهيم الوطنية والوحدة والتآخي وعلم واحد ودولة واحدة وشعب واحد، وحب السلام ومنع العنف والفاشية، ومع ذلك كانت منظمة حزب العمال الكردستاني تتهم الدولة التركية بتهم زائفة وباطلة وتضع اللوم عليها.
وما جرى ضد تركيا خلال السنوات القليلة الأخيرة من قبل القوى الليبرالية العالمية واضح وبسيط، حيث بدأت الأحداث من خلال اشعال موضوع "غزي بارك" ثم محاولة الانقلاب التي جرت في الفترة بين 17-25 كانون أول/ديسمبر، وكان هدف هذه القوى من افتعال هذه الأحداث، هو تصوير الحكومة التركية على أنها حكومة فاشية وتستخدم العنف، وقد نجحوا في تحويل حزب العدالة والتنمية إلى عنصر ينفر منه ويحقد عليه البعض، لدرجة أنّ ناخبين لحزب الشعب الجمهوري ولحزب الحركة القومية صوتوا لحزب الشعوب الديمقراطي، ورأوه حزبا سياسيا، فيما كانوا يرون حزب العدالة والتنمية كحزب "فاشي"، ووصل الأمر بالقوميين أنْ يتساهلوا ويستحسنوا حزب العمال الكردستاني.
وقد نجح هذا التكتيك جزئيا بكل أسف، لكن أفعال حزب العمال الكردستاني اللاحقة أيقظت بعض الناس من النوم، وما ثبت بالتقادم، أنّ أي استراتيجية ضد هؤلاء القتلة لا تتضمن استخدام القوة هي استراتيجية فاشلة، وستقود إلى إراقة الدماء على يد هذه المنظمة الارهابية، ولهذا يجب استمرار هذه العمليات إلى حين تخلي حزب العمال الكردستاني عن سلاحه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس