علي نور كوتلو - صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
في أيامنا هذه يعيش أكثر من نصف سكان العالم حياة اللاجئ في احدى فترات ومراحل حياته، وهو ما يُظهر مقدار الظلم والوحشية التي نعايشها؛ اذ ان اقلية من البشر هو من يملك خيرات كل هذه الدنيا ويحتكرها لنفسه، مما يضر المئات والالاف من الناس كل يوم للجوء والهروب الى أوروبا؛ لتتلقفهم ظلمات البحر الأبيض؛ فقليل من يصل وكثير من يلقى مصرعه في غياهب الجب.
بسبب الاستعمار والاحتلال نرى اليوم اشكال مروعة من دراما اللاجئين، فيتم اغراق المراكب الممتلئة بأجساد اللاجئين الميتين والمكلومين بدل مساعدتهم؛ لان مساعدتهم مكلفة جدا! ويتم تركهم في قواربهم بين الأمواج المتلاطمة الغاضبة إن تعرضت تلك القوارب لأعطال تقنية، ونسمع صرخات الآباء والامهات المكلومين على أطفالهم الصرعى عبر أجهزة الاسلكي...
نرى ازمة اللاجئين وقد باتت تتراوح بين "لاجئ" و "قوى عاملة" في ازقة السياسيين بأوروبا، فنسمع اليوم مثل هذه العبارات التي تتكرر كثيرا " الحاجة لإنسان متعلم، قوى بشرية مؤهلة، قوى بشرية غير ماهرة..."، فيما نعلم ان هناك فرق كبير بين اللاجئ والعامل، فلكل حقوق وواجبات ومهام، ومجرد وجود مثل هذه الجدلية يظهر لنا وكأنهم خرجوا عن انسانيتهم ليصبحوا مثل الماكينات وبرامج الحواسيب!
لا يهتمون ولا يلقون بالا بأفعالهم الشنيعة من احتلال واستغلال امتد لأكثر من مئة عام ادى الى مثل هذه النتيجة، فالفقر وحالات اللجوء الجماعي هي نتيجة مباشرة وغير مباشرة عن عملية السرقة المُمنهجة لقلة الأغنياء على الفقراء.
رغم كل المحاولات المحمومة والصرخات الملحمية الا ان الغرب اثار عدم الاستماع، فلا فائدة ولا قيمة لكل تلك الأصوات الإنسانية التي تصرخ وتستنجد بالغرب، فلقد بات الغرب اليوم جسد بلا قلب ولا رحمة او عطف ولا محبة ولا أي بقايا للإنسانية؛ فالمصالح الغربية فوق كل شيء. ورغم كل الدراما والظلم الذي ينتجه الغرب لا زلنا نرى ونسمع النداءات التركية اجل عطف على قتلى مظلومين او جوعى او حتى من اجل إيجاد حلول حقيقية لمشاكل الإرهاب والفوضى.
بعد كل هذا هل يا تُرى نحتاج الى مسار جديد يحكم هذا العالم الظالم؟ نعلم ان هذا العالم ظالم ورغم هذا لا نرى تحضيرات وجهود حقيقية من اجل تغيير مساره، ونريد دنيا جديد لكن لا نعلم بالضبط ما نريده، نعلم ان هناك خطء ما لكنا لم نضع اصبعنا عليه بعد، نعلم بان المسار الحالي لهذه الدنيا ليس هو المسار الالاهي بل هو مسار البشر الذي خطته رغباتهم وشهواتهم وانحرافاتهم، ومن اجل كل هذا يجب علينا ان نعيد هذه الدنيا الى مسارها الرباني كما كانت عليه قبل 1400 عام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس