حسين غولارجا - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
تُعتبر وسائل الإعلام المختلفة في النظام السياسي الديمقراطي هي القوة الرابعة التي تسير مجريات السياسة العالمية، فهل يوجد حقا وسائل اعلام حرة؟ ولهذا فاني اسأل الأسئلة الأربعة التالية: 1- هل وسائل الإعلام من صحف وقنوات فضائية هي حرة في تناول القضايا التي قد تضر برؤوس الأموال؟ 2- ما هو مقدار الحرية المتاحة لهذه الوسائل الإعلامية في تناولها للسلطة بالذات سلطات الانقلاب القديمة؟ 3- هل توجد حرية إعلام في وسائل الإعلام العالمية التي يتم التحكم بها من قبل الغرب في تناول القضايا التي قد تتعارض مع رأسمالية ومصالح الدول الغربية؟ هل تستطيع وسائل الإعلام العالمية والغربية أن تتناول أخلاقيات وثقافة الغرب الذي يضهد العالم بدعوى الهيمنة؟ وهل تنسى وسائل الإعلام كذب المخابرات الامريكية التي أدت إلى احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق؟ 4- إن مركزية الإعلام الذي يدور في فلك اليهود والنصارى كان وما زال صاحب الدور الأكبر في نشر العداء الكبير للإسلام والمسلمين، وما تزال هذه الوسائل الإعلامية غير حرة وغير نزيهة فيما يتعلق بالمسلمين والعالم الإسلامي.
أصبحنا اليوم أمام ازدواجية في المعايير الغربية ومراكز القوى العالمية عند الحديث عن الديمقراطية والحرية، فنراهم يلعبون دور البطل الحر الأبي في الحريات والديمقراطية عندما تكون المشكلة هي الاحتلال والقهر وحقوق الشعوب المسلوبة، ثم يسألون غيرهم بإصرار وإلحاح، اين الديمقراطية؟ أين حرية الإعلام؟ أين حقوق الانسان؟ لكن عندما يأتي الدور عليهم يصبح كل شيء مباح!
كان ما سبق مقدمة لازمة من أجل وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالأسئلة المتكررة التي توجهها إدارة حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فلقد بتنا نسمع "حرية الإعلام" تدوي في وسائل أعلام مختلفة على رأسها مجموعة وسائل إعلام دوغان ومجموعة وسائل هولدينغ التي تأتي من أجل التغطية على التحقيقات الجارية في ملف "الترويج للتنظيمات الإرهابية". وكان ممن شارك أيضا في دعوى "حرية الإعلام" الحزب الجمهوري والحزب القومي وأحزاب أخرى من المعارضة.
المسألة ليست حرية إعلام ولا ما يحزنون؛ إنما هي حملة تقودها وسائل إعلام دوغان ووسائل إعلام غولن التي لا تنشر أي شيء إلا بعلم وموافقة غولن؛ فإن كل ما يتواجد في صحيفة زمان مثلا لا يتم اعتماده وإصداره إلا بعد أن يمر عبر بنسلفانيا باستثناء صفحات الرياضة، فهل هذه هي حرية الإعلام التي يدعون؟ ففي تركيا لا يمكن أن تكون وسائل إعلام دوغان أو غولن من الداعين إلى "حرية الاعلام"؛ فدوغان مثلا كان من المروجين لفترات الانقلاب، كما كان أيضا ممن وقف ضد الديمقراطية في أحداث 28 شباط/ فبراير، فهل حقا سننسى ما فعلوه؟
اليوم نرى هذه الوسائل الإعلامية وقد قادت الحملة على أردوغان بدعوى "انهيار أردوغان" وأن حزب العدالة والتنمية لم يعد بمقدوره التفرد بالحكومة. وتشكل أيضا هذه الوسائل الإعلامية مع غيرها جبهة حرب، وكانت المخابرات التركية ممن تم استهدفه. ووصل بهم حال الخيانة إلى مساواة إرهابيي حزب العمال الكردستاني بقوات شرطتنا وجنودنا! لقد عرضت صحيفة زمان في صفحاتها مقال بعنوان "جيزري ليس غزة" وفيه تشبه جنودنا بقتلة دولة إسرائيل! يريدون تدخل الناتو في تركيا عبر ترهات "حرية الإعلام" لكن الشعب كان لهم بالمرصاد وما زال حتى تبوء خططهم هذه بالفشل...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس