جلال سلمي - خاص ترك برس
تُعتبر فترة الانتخابات في جميع دول العالم ميدانًا لمُبارزة سياسية للقادة السياسيين حول العالم، ففي هذه الفترة يحاول الكثير من القادة السياسيين صرف الكثير من الوعود التنافسية مع القادة المضادين لهم، وفي هذه الفترة يحاول بعض القادة المحافظة على واقعيتهم وواقعيت وعودهم ولكن البعض الأخر يخرج عن نطاق الواقعية ويدخل عالم الخيال في الوعود اقتناعًا منه بأن هذه الوعود ستحصل على قناعة الناخبين.
واليوم بما أن تركيا تتجه نحو انتخابات برلمانية جديدة سيتم إجراؤها بتاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر فكان لا بد من رصد الحملات الانتخابية القديمة للأتراك ومجراياتها، وخلال التصفح في أرشيف هذه الحملات تبين أن هناك الكثير من القادة السياسيين الأتراك فاقوا الخيال في وعودهم وبعضهم أقنع الناس ولكن لم يحقق ماوعد به وبعضهم لم يستطع اقناع الناس ولم يأخذ أي فرصة لتطبيق ماوعدوا به.
ـ وعود سليمان دميريل: يُلقب سليمان دميريل بأنه أب السياسة التركية، وأعطي دميريل ذاته هذا اللقب لنفسه، دخل سليمان دميريل العملية السياسية عام 1964 وذلك تحت إطار حزب العدالة الذي أسسه راغب غوموش بالا عام1961 وأصبح سليمان دميريل رئيس الحزب عام 1965 ومنذ ذلك التاريخ وحتى عام 1991 وهو يعمل زعيمًا للحزب ولعب دورًا كبيرًا في قيادة العديد من الحملات الانتخابية، وتخللت حملاته العديد من الوعود الخيالية وأبرزها "سأعطيكم 5 أضعاف ما تعدكم به الأحزاب الأخرى"، خاصة عام 1991 عندما كانت تركيا تعاني كثيرًا من الأزمات الاقتصادية وبعدما عجز الخبراء المخضرمون عن حل هذه الأزمات خرج داميرال ووعد شعبه "بأنه سيحل هذا الخلل الاقتصادي خلال 500 يوم" وتثبت جميع نتائج الانتخابات التي خاضها سليمان دميريل بأن سليمان دميريل على الرغم من وعوده الخيالية ألا انه تصدر نتائج الانتخابات بشكل دائم.
ـ وعود بولنت أجاويد: بولنت أجاويد يعتبر رمز تاريخي موازي لسليمان دميريل ومنافسه الأول منذ عام 1965 وحتى عام 1991، تولى رئاسة حزب الشعب الجمهوري عام 1965 وخاض حملاته الانتخابية حتى عام 1998، حفلت حملاته الانتخابية بوعود خيالية وغير واقعية موازية لوعود سليمان دميريل ومن هذه الوعود "سأجعل جميع قرى تركيا من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها مدنًا راقية حديثة" ولكن يبدو أن أجاويد خيالي بشكل زائد جدًا إذ تخللت فترة حكمه في جميع الفترات والدورات أزمات اقتصادية خانقة.
ـ وعود تانسوا تشيلار: أول رئيسة وزراء تركية، تولت قيادة حزب الطريق الصحيح عام 1993 نيابة عن سليمان دميريل الذي أصبح رئيسًا للجمهورية التركية في نفس العام، قادت حملة حزب الطريق الصحيح في انتخابات 1995 وأصرفت وعود خيالية فريدة لم يطلقها ولم يتعهد بها أي سياسي من قبل ومن هذه الوعود الخيالية "سأجعل في كل حي 100 مليونير"، "سأعطي كل مزارع جميع المسلتزمات والأماكن الزراعية"، "سأجعل كل مواطن تركيا حائز على سيار وبيت خاص" ولكن لم يحالف تشيلار الحظ في اقناع الجمهور بجدية وعودها ولم تحتل مرتبة حزب الأغلبية بل حصلت فقط على نسبة 18% بعدما كان حزبها حزب الأغلبية.
ـ وعود دولت باهتشالي: تسلم دولت باهتشالي قيادة حزب الحركة القومية عام 1996 بعد موت زعيمها المؤسس ألب أرسلان تركيش الذي أسس الحزب عام 1969، يشتهر باهتشالي بتلعثمه المستمر خلال خطابته وكما يتميز بخطابات تثير الكوميديا لدى الجمهور التركي، ومن وعوده الخيالية وعده بإعدام "عبد الله أوجلان" الذي تم القبض عليه عام 1997 خلال حملته الانتخابية عام 1999، وقد استطاع باهتشالي بهذا الوعد إيصال حزبه إلى المرتبة الثانية بعد انتخابات 1999 بنسبة 18% واستطاع تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الديمقراطي اليساري ولكنّه لم يفِ يوعده ولم يقُم بطرح قضية إعدام عبدالله أوجلان على البرلمان وغرقت تركيا بالكثير من الأزمات الاقتصادية.
ـ وعود نجم الدين أربكان: يُعتبر نجم الدين أربكان الأب الروحي للحركات السياسية الإسلامية في تركيا، خرج على الساحة السياسية عام 1970 بتأسيسه لحزب النظام القومي ومنذ تأسيس حزب النظام أعلن أن "الفوائد سيتم التخلص منها بشكل نهائي وسيتم اعتماد نظام الاقتصاد الإسلامي" وعلى الرغم من دخوله البرلمان باسم حزب السلامة القومي الذي أسسه سليمان عارف إمره وحصوله على نسبة 11% وتشكيل حكومة مع حزب الأغلبية حزب الشعب الجمهوري إلا أنه لم يستطع تحقيق ذلك لأن هذه الحكومة لم تستمر سوى 8 شهور وعلى الرغم من تأسيسه حكومة بقيادته ما بين حزيران/ يونيو 1996 شباط/ فبراير 1997 إلا أنه لم يستطع الإيفاء بوعده لأن الجيش كان يتدخل دوما ً في قرارته إلا أن انقلب عليه بتاريخ 28 فبراير 1997.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!