جلال سلمي - خاص ترك برس
يقترح الكثير من الخبراء السياسيين والنفسيين والاجتماعيين أسلوب الاتصال المباشر مع الناخب، أي اللقاء وجهًا لوجه معه، هو من أفضل الأساليب المُجدية لإقناع الناخب وتقريبه لأهداف الحزب ووعوده الانتخابية وبالتالي كسب صوته لأن هذا الأسلوب يُعطي الناخب الفرصة للحصول على جميع التفاصيل والاستفسارات وعلامات الاستفهام الموجودة في عقله وبالتالي حصوله على قناعة واضحة تجعله يختار الحزب المُتصل به بشكل مباشر.
وفي أحد المقالات السياسية الخاصة به يُعرف رئيس فرع مركز الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في إسطنبول ميديام يانيق الحملة الانتخابية المُعتمدة على اللقاء وجهًا لوجه مع الناخب بأنها "حملة تعتمد على مجموعات حزبية خاصة بالأحياء تعمل على زيارة البيوت بيتًا بيتًا، وتعمل على التحدث مع كل شخص بشكل مباشر ومُطول وتلتقي الناخب أكثر من مرة بأسلوب لائق لإقناعه بمدى نجاعة الأهداف الانتخابية المستقبلية لحزبها وتحاول الرد على جميع الاستفسارات الخاصة بالناخب حتى تتضح له الصورة بشكل كامل ويصبح على قناعة بأهداف الحزب الانتخابية المستقبلية".
ويضيف يانيق أيضًا أنه "لكي يتمكن أي حزب سياسي وعلى رأسهم حزب العدالة والتنمية من تسيير حملته الانتخابية على أساس اللقاء وجهًا لوجه يجب أن يكون متمتعًا بثلاث خصائص أساسية هي:
ـ أن تكون لديه مجموعات حزبية قوية ونشطة ومُنظمة على مستوى الأحياء والأزقّة.
ـ وجود أفكار وقيم وإيدولوجية مثالية تجعل منتمي الحزب على مستوى الأحياء يعملون بشكل نشط.
ـ وجود عامل نفسي لدى منتسبي الحزب يجعلهم يهدفون إلى تحقيق النجاح بكل الوسائل.
وفي مقال جديد بعنوان "4 أسس رئيسة للحملة الانتخابية المُعتمدة على أسلوب وجهًا لوجه" نُشر على الصفحة الرسمية لمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" بتاريخ 28 أيلول/ سبتمبر 2015، يوضح ميديام يانيق الأسس الأربعة الرئيسة للحملات الانتخابية المُعتمدة على أسلوب اللقاء وجهًا لوجه بالشكل التالي:
ـ من هو الناخب الذي تجب محاولة إقناعه؟
لا يمكن أن يكون جميع الناخبين ينتظرون من يأتي إليهم ويقنعهم بالحملة الانتخابية الخاصة بحزب ما وذلك لأن بعض الناخبين تكون لديهم أفكار مُسبقة حول حزب آخر، لذا تجب في البداية معرفة ما إذا كان هناك انتماء حزبي أم لا من خلال أسلوب الأسئلة غير المباشرة والحديث المتبادل، وبعد ذلك معرفة إن كان هناك انتماء حزبي مُسبق لهذه الفئة يجب تجنبها وعدم إهدار طاقة بلا فائدة عليها، يجب إهدار الطاقة على الفئات المُترددة في التصويت التي تبحث عن مُوجه سياسي لها، هذه الفئات هي أكثر الفئات التي يمكن توجيها وإقناعها في حملة الانتخابات المُعتمدة على أساس اللقاء وجهًا لوجه.
ـ تكرار الرسائل بنفس الفكرة:
التكرار المعتدل يولد الإقناع والقناعة ولكن التكرار الزائد يولد البلادة والملل لدى الناخب لذا يجب اعتماد التكرار المُعتدل، كما يجب التدقيق على جعل الرسائل الانتخابية متناسقة ومُعتمدة على نفس الفكرة حتى يُشعر الناخب بالثقة والأمان تجاه الحزب المُخاطب له.
ـ الاستراتيجية المُخصصة للناخب المُستهدف:
أكثر الأساليب المُقنعة للناخب هي أساليب الاستراتيجية المُعتمدة على الاهتمام والتركيز التام على الناخب وتصويره وكأنه أحد أهم الأهداف الخاصة بالحزب، ويجب تحليل شخصية الناخب بشكل نفسي لفهم شخصيته ونفسيته واتباع أسلوب نفسي وسياسي على هذا أساس شخصيته وهذا يحتاج إلى أشخاص مختصين وذوي خبرة جيدة لأن بعض الأشخاص أو المواطنين يقتنعون من خلال التكرار وبعضهم من خلال الحديث المُختصر لذا يجب توخي الحذر في تحليل شخصية الناخب.
ـ موقف صحيح تجاه الناخب:
يجب أن يكون موقف الحملة الانتخابية تجاه الناخب إنساني ومخلص وتعاوني في الدرجة الأولى حتى يُشعر الناخب بالثقة، وليكون الموقف بهذا الشكل يجب اتباع الثلاث خطط التالية؛ 1ـ توجيه الشكر الخالص للناخب لإعطائه الفرصة للتحدث، 2ـ الاختصار في الحديث والاستماع أكثر من التحدث لمعرفة النقاط الحساسة لدى الناخب والتحرك على أساسها، 3ـ الإبقاء على موقف الاحترام التام للناخب مهما صدرت منه مواقف مُوافقة أو مخالفة للحملة الانتخابية.
وإلى جانب يانيق تؤكد الكاتبة في جريدة يني شفق فاطمة باربار أوغلو، في مقال لها بعنوان "الخسارة كانت أمرًا لا بد منه" نُشر عقب خسارة حزب العدالة والتنمية لنسبة الأغلبية، بأن "أحد أهم الأسباب التي جعلت حزب العدالة والتنمية يخسر نسبته الدائمة في الانتخابات الأخيرة هو ثقة كوادره ومناصريه ومنتسبيه العمياء بانتصاره وفوزه الأكيد كما هو الحال في جميع الدورات الانتخابية الأخيرة الأمر الذي جعلهم لا يعلمون بجد ونشاط كما مطلوب، وللقضاء على هذا التقاعس واسترجاع نسبة الأغلبية لا بد من أسلوب الحملة الانتخابية المُعتمدة على اللقاء وجهًا لوجه".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!