حسين غولارجا - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
التوتر في تركيا سينتهي بانتهاء الاستقطاب، والطريق لذلك هو ممارسة الحياة الديمقراطية بشكل عادي، فقد ساهم وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا بتحريك الأحجار على الخريطة السياسية التركية ولكن إلى المكان الصحيح. ولنرى في هذا الإطار أهم التحركات التي رافقت قدوم العدالة والتنمية إلى الحكم.
أول الإنجازات التي تم تحقيقها في حكم العدالة والتنمية هي إزالة الوصاية العسكرية، التي قامت بعدة انقلابات على الحكومات المنتخبة في البلاد، وترتب عليها قمع للمواطنين، وسلب للإرادة الشعبية، فلله الحمد لم نعد ننتظر تصريحات رئيس الأركان في نهاية تشكيل كل حكومة أو في نهاية أي اجتماع مهم من اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي، وبرأيي فإن هذا الإنجاز بتحييد العسكر عن الساحة السياسية يعتبر الإنجاز الأهم.
الإنجاز الثاني الذي تم تحقيقه في حكم العدالة والتنمية هو إزالة وصاية الإعلام وتوسيع نطاق الممارسة الديمقراطية والحريات والتحرر من توجيهات بعض وسائل الإعلام التي تسعى إلى تغيير الرأي العام لصالح بعض المتنفذين، ونحن نذكر في هذا الإطار كيف كان الإعلام يروج ويدافع عن الوصاية العسكرية وعن كثير من الممارسات غير الديمقراطية التي تتنافى مع الإرادة الشعبية. فاليوم نلاحظ الحملة الإعلامية التي تقودها وسائل الإعلام التابعة لمجموعة دوغان و لفتح الله غولن والتي تستهدف تشويه صورة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وخلق رأي عام في هذا الاتجاه.
الإنجاز الثالث ترسيخ مفهوم الإرادة الشعبية وأن الذي يصل إلى الحكم يستمد قوته من الشعب وليس من العسكر ورجال الأعمال وأصحاب وسائل الإعلام كما كان قبل وصول العدالة والتنمية إلى الحكم.
الإنجاز الرابع هو إيقاف تأثير أصحاب الأموال والتخلص من هيمنة القوى الرأسمالية العالمية المدعومة بوسائل الإعلام وقد تجلى هذا الإنجاز بإفشال محاولة تلك القوى تحريك الشارع ضد أردوغان في أحداث حديقة غيزي.
في النهاية لا يسعني القول إلا إن الذين يحذرون من تحول تركيا إلى نظام ديكتاتوري عبر تشويه صورة رئيس الجمهورية في الحقيقة هم يحاولون إعادة تركيا إلى مرحلة ما قبل العدالة والتنمية في محاولة لإعادة وصايتهم على مقدرات الدولة والقرار السياسي. ولهذا علينا أن نذهب إلى انتخابات الأول من تشرين الأول/ أكتوبر القادم ونحن على وعي تام بهذه الحقائق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس