
ولاء خضير - ترك برس
مما لا شك فيه أن تركيا حكومة، وقيادة، وشعبا، طالما قدمت دعمها للقضية الفلسطينية، سواء بالكلمة أو بالفعل، ومما لا جدل فيه أن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية أزم علاقتها مع الدول الموالية لاسرائيل، وحتى قطع علاقتها معها.
وتعتبر القضية الفلسطينية إحدى القضايا الاساسية في السياسة التركية الخارجية، مما جعل قلوب الفلسطينيين تهتف للأتراك، بإعتبارهم المناصرين لقضايا الشعوب، والمنتصرين "للمبادئ على حساب المصالح".
وتتمثل السياسة التركية تجاه فلسطين بما صرح به الرئيس التركي داود أوغلو، "أن فلسطين هي بوابة تركيا إلى العالم، وأن هناك إمكانية للاختلاف في كل شيء، إلا في عدالة القضية الفلسطينية".
ويبقى الشارع الفلسطيني صاحب الكلمة الأولى لدور تركيا في المنطقة، هل قدمت ما عليها، وماذا ينتظر الفلسطينيون من تركيا، نقدم في هذا التقرير أراء بعض النشطاء، والصحفيين الفلسطينين، فيما يخص دور تركيا في دعم فلسطين.
يرى الناشط الشبابي السياسي من مدينة نابلس سمير أبو شعيب، أن لتركيا دور اساسي في القضية الفلسطينية، لا سيما بعد تخلي كثير من الدول العربية، والغربية عنها.
سمير أبو شعيب
ويشير شعيب إلى أن أشكال دعم تركيا للقضية الفلسطينية مختلفة، ويوضح أن "أهمها محاولة كسر الحصار عن غزة، متمثلة بسفينة مرمرة، وما اتبعها حتى اليوم من تحركات مطالبة بكسر الحصار، رغم ما تتعرض له من مضايقات محلية وعالمية، عدى عن احتضانها للأسرى المحررين من صفقة "وفاء الأحرار - شاليط".
ويأمل شعيب وحاله كحال الكثيرين من الشباب الفلسطيني الوطني قائلًا: "ننتظر دعم تركيا على صعيد تحقيق حلم دولتنا الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار والأمن في الوقت هذا، وتصبّ أنظارنّا نحو تركيا في ظِل عدّة أسباب أهمها، مكانة تركيا المعروفة بين الدول العربية، والغربية، والاتحاد الأوروبي، وما يقابله من ضعف تأثير بعض القيادات الفلسطينية على مستوى العالم، وكما أن ولاء بعض الدول للكيان الصهيوني، يرفع من دور وشأن تركيا".
ويختم شعيب" برأيّي أن الشارع الفلسطيني يكنُّ كل الاحترام والتقدير لدولة تركيا، برئاسة رجب طيب أردوغان، وهو ما يُسّطِر التاريخ الإسلامي العثماني المشترك بين تركيا وفلسطين، وحتى لو كانت تركيا بعيدة عنا جغرافيًا، لكن روابط الإسلام، والإنسانية، والتاريخ القديم، تُثبت أنها أقوى من كل الروابط".
الصحفي والناشط الفلسطيني من مدينة رام الله محمد مرار، يتشارك برأيه في دور تركيا الداعم للقضية الفلسطينية، قائلًا: "بلا شك لتركيا دور كبير في دعم القضية الفلسطينية، وبدا ذلك جليا في بذلها جهودا في الأمم المتحدة الداعمة لفلسطين في فترة التصويت على الاعتراف الدولي بها".
محمد مرار
ويكمل مرار: "كما أن لتركيا دور بارز في دعم قطاع التعليم في فلسطين، ومنح مئات المنح التعليمية للطلاب الفلسطينيين سنويا، وتظهر جهود تركيا في مجالات أخرى كعلاج المصابين في اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، وفي مشاريع الإعمار والتطوير".
وعبر مرار عن أمله برؤية دور أكبر لتركيا في دعم مسيرة القضية الفلسطينية، مضيفا "كوني ناشط فلسطيني، أطمح برؤية تركيا تساعد الشعب الفلسطيني بشكل أكبر للتخلص من الاحتلال، وخصوصا في المرحلة القادمة، والتي باتت فيها المعركة دبلوماسية، وتركيا بعلاقاتها يمكنها تقديم الكثير من الدعم للقضية الفلسطينية في هذا المجال".
وينتقد مرار موقف تركيا الداعم لطرف فلسطيني على حساب طرف آخر، وبهذه النقطة يوضح: "باعتقادي، لا يوجد أي فلسطيني يشكك بدور تركيا الداعم للقضية الفلسطينية، ولكن يدور انقسام في الشارع الفلسطيني حول الموقف منها، ربما سببه ميل تركيا ودعمها لأحد الاطراف الفلسطينية، دون تقديم الدعم نفسه للطرف الآخر".
بيد أن موقف الصحفية والناشطة الشبابية من مدينة نابلس شذى غضيّة مختلف جزئيا، حيث ترى أن السياسة التركية مرهونة إلى حد ما بالسياسة الأمريكية والأوروبية.
شذى غضيّة
وتشرح غضّية عن تصورها قائلة: "ارتهان تركيا بالسياسية الغربية الأمريكية، يجعلها تدعم القضية الفلسطينية بتفاصيلها اليومية الإنسانية، والدينية، والمجتمعية، ولكنها لم تتمكن من تحقيق أهداف سياسية للقضية الفلسطينية، حفاظا على علاقتها الخارجية السياسية".
ومن جانب آخر تثمن غضية موقف تركيا الداعم لقضية القدس، والمسجد الأقصى، متمثلة بمنظمة التعاون الإسلامي، وما تقدمه تركيا من دعم لأهل القدس، وما تقدمه من مشاريع لإعمار المسجد الأقصى، والحفاظ على القدس وممتلكاتها، وتقديم الدعم المادي المستمر لها".
ويرى الناشط والصحفي الفلسطيني من قطاع غزة سعيد قديح، أن تركيا لا تخرج عن مجرد خطاب تعاطفي مع القضية الفلسطينية، بمقابل عدم تحقيقها أي تأثير سياسي في المنطقة.
سعيد قديح
ويشرح قديح تصوره قائلًا: "بالنسبة لي تركيا على الصعيد السياسي موقفها أراه عاديًا، ولا يترك تأثيرًا واضحًا على المنطقة، نسمع منذ فترات طويلة عن مواقف تركيا السياسية، لكنها لا تخرج عن كونها تعاطفًا عاديًا".
ويضيف قديح تصوره الآخر عن تركيا "أما فيما يتعلق بجهود تركيا على صعيد دعم التعليم، ومشاريع المجتمع، ومشاريع التطوير والإعمار، فهي تلعب دورًا مميزًا تستحق أن تُشكر عليه".
ويختم الصحفي قديح حديثه "لا يجب أن يكون لتركيا دور سياسي نألفه في الخطابات السياسية لحكومتها فقط، ندرك أن أردوغان قائد رائع، ويمكنه فعل الكثير للتأثير على إسرائيل، من أجل تخفيف ضغطها على الفلسطينيين، مثلًا نواجه اليوم هجمة إسرائيلية شرسة في الضفة الغربية، والقدس، تستحق من تركيا التحرك فعليًا، بمقاطعة الكيان الصهيوني، ومحاصرته إعلاميًا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!