ندرت ارسنال - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
يجب أن تتمعر وجوه كل من روسيا وإيران في الشرق؛ والناتو وأمريكا وأوروبا في الغرب بسبب التطورات الأخيرة التي تعصف بالمنطقة، ولأن روسيا وأمريكا يحبون تركيا حبا جما؛ فإنهم يسعون جاهدين لحماية تركيا عبر خوض حروبهم في سوريا! وزاد عليهم الأمين العام للناتو ستولتينبيرغ وأوضح بان الناتو يتجهز من أجل حماية تركيا والدفاع عنها! وفي نفس السياق أيضا قال مستشار بوتين ديمتري بيسكوف بأن دخول روسيا إلى سوريا يصب في مصلحة تركيا؛ لأنها تزيد من أمن المناطق المحاذية للحدود التركية!
وفي متابعتنا للأحداث الجارية والمتلاحقة نرى أن من أكبر الأخطاء التي نقع بها هو قبول التدخل الأمريكي والروسي في الساحة السورية، فنرى الإعلام والكتّاب يضيعون في تفاصيل الحدث دون رؤية الصورة الكبيرة للحدث، ففي الخميس الماضي وأنا أتنقل بين القنوات وقعت عيني على حديث لخبير في الشأن الروسي في قناة إخبارية قال "إننا لا نعلم حقيقة الذي يحصل"، ثم سأل بعدها السؤال الذي صُدِمت عنده عقول القوم فقال "لماذا تنتهك روسيا الحدود التركية؟".
إني متأكد أننا لو تحركنا مجتمعين من أجل حفظ استقرار العالم فإننا سننجح بالتأكيد، فكما تحالف العالم على حرب هتلر؛ يجب علينا اليوم أن نتحالف على حرب الإرهاب، كما ويجب علينا أن لا ننسى دروس الحرب العالمية الثانية، فقد تعلمنا انه ومن اجل خلق جو امن ومتفاهم في العالم يجب ان نتعاون ونتعاضد من اجل تحقيق هذا. في المقابل كانت كلمات بوتين تعبر عن النقيض من كل هذا؛ حينما قال بان عالم القطب الواحد انتهى؛ وإننا اليوم بتنا نعيش بدايات العودة للعالم متعدد الأقطاب.
لماذا تنتهك روسيا الحدود التركية؟ ان التواجد الروسي في سوريا يغير من معادلات القوة في المنطقة، فهي تقول وبكل تحدي بان المنطقة الجوية السورية ملك لها؛ فتضرب المعارضة السورية في المناطق المحاذية للحدود التركية دون وجلا او خوف. بعد تطور الاحداث أصبحت سوريا مقصد كل القوى العالمية، ومن الأمثلة على هذا إسرائيل؛ فهي تتواجد من اجل اجنداتها الخاصة، وهي ايضا متضايقة مما يقوم به الدب الروسي في المنطقة.
وبعد كل هذا فان الخطوط العامة للسياسية في المنطقة ستدور في فلك النقاط التالية:
1) لن تقف تركيا ام روسيا.
2) لن تقف انقرة امام موسكو لوحدها.
3) ان ما يحدث بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا لا يأتي بسبب ضعف واشنطن؛ وانما هو جزء من لعبتها السياسية.
4) دور تركيا سيحين عندما تتحرك الولايات المتحدة الامريكية والناتو؛ لان القضية تتعلق بصعود روسيا كقوة عالمية في المنطقة؛ ما يتطلب التدخل الأمريكي.
5) لقد أصبحت أمريكا اليوم تعيش ضغوطات اللاجئين الذين يتدفقون الى أوروبا وهو ما ظهر في تلميحات أوباما في الأيام الأخيرة؛ وهو ما قد يدفع الأمريكان للتدخل بحملة عسكرية جديدة في سوريا.
6) في الوقت الذي يسعى فيه الدب الروسي لتفادي سيناريو أفغانستان تريد أمريكا اغراقها فيه.
7) الم يكن افتتاح المسجد الكبير في موسكو والذي شارك فيه الرئيس اردوغان وبوتين هو تقدم ملحوظ في الخريطة السياسية المشتركة بين البلدين؟ وما موقف السعودية والامارات ومصر والأردن؟
8) ترى تركيا أحدا السيناريوين: الأول ان تتوجه الأنظار نحو حل الازمة السورية سياسيا؛ وتصبوا انقرة من هذا التوجه الى أكبر المقاعد على الطاولة، اما التوجه الثاني فهو في حال نزلت روسيا وامريكا بجنودهم الى سوريا؛ فان تركيا تسعى الى قطع الطريق على خطط الاكراد المحتملة.
9) لا تنتظروا تدهور العلاقات التركية الروسية؛ لان كل من بوتين واردوغان قاموا بعقد الاتفاقات السياسية والاقتصادية التي ستحول دون ذلك.
10) هل تدخلت روسيا بالسياسية الداخلة التركية؟
11) بعد انتخابات 1نوفمبر القادم سننتظر التبريكات من بوتين.
سنسمع في وسائل الاعلام المختلفة التي لا تنوي خيرا كلاما يدور حول فشل اردوغان في سياسته مع أمريكا، لكن الخبر الحقيقي لما يحدث هو ان الطائرات الأمريكية التي تقلع من انجيرليك والطائرات الروسية في حال التقتا في الطريق ستلقي كل منهما بقنابلها على داعش وتعود.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس