حسن اكساي - صحيفة يني عقد - ترجمة وتحرير ترك برس
تسعى كل من إيران وروسيا بقيادة بوتين إلى تغيير التركيبة الديمغرافية الإسلامية والتي تقارب الـ90% في سوريا من أجل منع سقوط الأسد وعودة البلاد إلى أصحابها بقوة السلاح. يقولون بتحدي "اتركوا الشعب ليختار" من دون أي خجل ولا وجل، وكأن العالم لا يسمع ولا يعقل!
وفيهم قال الأجداد "إذا لم تستح فافعل ما شئت"؛ لأن الخجل ينبع من الوجدان، فهو يردع تلك التصرفات الوحشية اللاإنسانية، حتى بقية من الوجدان تمنع شيئًا من تلك الوحشية. ومن أجل منع عودة سوريا إلى يد المسلمين نرى الأسد وقد استند على إيران وبدأ يفجر ويدمر بطلعات طائراته المكثفة، أليست هذه إبادة منظمة؟ وكما تقوم إسرائيل بالإبادة والاستيطان؛ تقوم تلك القوى بإبادة واستيطان مشابه.
لقد قمتم بكل هذه الإبادة الجماعية، فشردتم الناس، وقتلتم آلاف المسلمين، وقذفتم آخرين إلى ظلمات البحر الأبيض وبحر إيجه، فإلى متى ستتمادون حتى توافقوا على إجراء انتخابات حرة ونزيهة؟ والعالم ما يزال يشاهد كل هذا الظلم، ويرى تهديم تاريخ كان ينبض بالحياة من آلاف السنين طال المدن والقرى.
كيف يُعقل أن يتوافق دعمكم للأسد بالطائرات والدبابات والجنود وفي المقابل تطالبون بأن يختار الشعب رئيسه؟ هل تفعلون هذا من أجل كسب الوقت أم من أجل رمي الكلام؟ هل ستقتلون خمسة-عشرة ملايين آخريين من أجل أن تتوافق حساباتكم مع الانتخابات؟ اقلب صفحات التاريخ وانظر في أكبر الطواغيت من لينين وستالين وهتلر ونابليون فستجدهم لا ينصرون مظلوما ولا يُحمدون. ستجد كل هذه الأسماء مع يونس إمره وجدت بين ثنايا التاريخ من أجل أن يلعنهم الناس ويكرههم ويصبحوا عبرة لمن اعتبر.
لقد عاشت تركيا مع جارتها سوريا ولآلاف السنين بكل أخوة وإنسانية. نرى اليوم الأمم المتحدة وقد اصطدمت بمجلس الكبار الخمس الذي تستخدمه روسيا من أجل منع أي تحركات في اتجاه مساعدة الشعب السوري المظلوم. وإن شاء الله ستكون النتائج الإيجابية التي ستتمخض عن انتخابات 1 شباط/ فبراير القادم هي بمثابة بداية التغيرات في منطقة الشرق الأوسط والعالم نحو الأفضل.
تعيش روسيا اليوم تضخم في الأهداف السياسية لبوتين، فهو يسعى من أجل أهدافه الإمبراطورية التي ستنقلب لتصبح دكتاتورية مثل الدكتاتوريات الشيوعية القديمة التي تفتقد لكل من عامل الخبرة والمبادئ. لقد تعرضت الاشتراكية الروسية لانقلاب شيوعي أدت إلى فقدان بوتن لمكابح طموحات القوة والنجاح؛ وهو ما على العالم أن يحذره.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس