جيهانجير أشبيلير - صحيفة وحدت - ترجمة وتحرير ترك برس
نحمد الله أن الضباب الذي تغشانا وسيناريوهات الفوضى والرعب التي طغت على شاشاتنا انقضت بسلام، وخرجت تركيا من انتخاباتها الأخيرة بسكينة وسلام، هذه الانتخابات التي ستؤدي إلى تغير الصورة السياسية وستقلب الطاولة على رأس المتآمرين من الداخل والخارج، وستوضح خارطة الطريق التي ستسير عليها تركيا ومع من ستسير بهذه الطريق.
الشر في حقيقته خير
نتائج انتخابات البارحة تظهر لنا ان حزب العدالة والتنمية قد فهم فحوى رسالة انخفاض الأصوات التي حصل عليها في انتخابات 7 حزيران/ يونيو وتبين كذلك أن حزب العدالة والتنمية نجح كذلك في إيصال الأجوبة الشافية لتلك الرسالة. فانتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر بفراستها وبصيرتها ستدخل تاريخنا كـ"صفعة عثمانية" لطمت وجه المغررين والمغرر بهم من الداخل والخارج!
من الذي فرح
من المؤكد أن شبكة الإرهاب التي شنت في الأشهر الماضية حملة تضليل وتشويه بحق رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وما زالت عملياتها الإرهابية مستمرة حتى المساء من المحقق أنهم لم يفرحوا بنتيجة الأمس ومن الواضح كذلك أن الذين رسموا طول الفترة الماضية سيناريوهات الخراب والدمار والذين لم يتوانوا عن بث سموم الفتنة والفساد عبر الميكروفونات كلما لاحت لهم الفرصة، وأولئك الذين اتخذوا من الكذب وظيفة لهم وسقطوا في شباك المؤسسة الموازية من الواضح جدا عدم رضاهم عن حصيلة الانتخابات. ولا أظن أن الذين حاولوا التسلق على الطائفية وركزوا بنقرهم على أوتار سني – علوي، وتركي – كردي – عربي، ولا الذي انقلب على إرادة الشعب وأقصد بذلك السيسي. ولم يفرح بالتاكيد من أمطر أبناء شعبه المسلمين بالبراميل المتفجرة ولا حكومات إيران والعراق التي رجحت الوقوف بجانب الفوضى والدمار قد فرحت بعرس الديموقراطية هذا.
ولكن المظلومين من كشمير إلى فلسطين ومن أركان إلى دارفور ومن باتاني إلى جمهورية أفريقيا الوسطى هم فعلا الذين فرحوا بانتخاباتنا ، فاليوم إخواننا من كازان إلى دار السلام ومن جاكارتا إلى سكوبيه وفي سجودهم تلهج ألسنتهم بشكر الله عما جرى. ومن المحقق أن إخواننا في سوريا والعراق ومصر واليمن والصومال وأفغانستان هم الأكثر فرحة بنصر الأمة هذا.
فترة جديدة من المحاسبة والإعمار
هذا النصر الكبير ثمنه كبير بكل تأكيد، فدم الشهداء الذين قدمهم العالم الإسلامي، وأرواح عساكرنا المحمديين الذين قضوا من أجل تركيا مستقرة لهي وقود مسيرة الإعمار ولهي النور من أجل تركيا مستقرة. فالحكومة التي ستتشكل تحمل على كتفيها دين لهؤلاء الشهداء الذين قدمهم العالم الإسلامي والأمة التركية ووفاء الدين يكون بأعمار مستمر وعلى وجه من السرعة والدقة.
حمل مسيرة الإعمار هذه لن يكون أقدر عليه ممن حل التواضع عندهم مكان الكبر واتخذوا من الخدمة منهجا بدل انتظار مقابل لأعمالهم وليس على المستوى الفردي فقط وإنما على المستوى الوطني كذلك. فالذين كل همهم القضية، والقضية همهم الأوحد هم وحدهم القادرون على تحمل ثقل هذه المسؤولية؛ حتى اليوم عانينا الكثر من مُدعي التدين والتغيير وحان الوقت ليكون محبو الوطن والمتدينون الحقيقيون وشجعان التغيير على رأس هذه العملية لترفع الدولة رأسها بفخر.
أبارك للأمة الإسلامية والتركية هذا النصر,
وأسأل الله أن يهدي النواب الجدد لمعرفة قيمة اختيار الشعب لهم.
فراسة وبصيرة الشعب قالت ومن جديد نعم للاستقرار والآن دور المنتخبين بفراستهم وبصيرتهم ليشكلوا الحكومة المناسبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس