حليمة كوكتشة - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
أظهرت أنتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر مجددا أن النصر للإرادة الشعبية كما كان في انتخابات الثاني من نوفمبر لعام 2002. ولعل كل فترة تتميز ببعض الخصائص والميزات، فالأحداث التي شهدها الشرق الأوسط من حراك ثوري وانقلابات وحروب أهلية كانت لها انعكاساتها على الواقع التركي، كما لا بد من لفت النظر إلى الأحداث التي مرت بها البلاد في الأعوام القليلة الماضية من أحداث حديقة غيزي إلى المحاولات الانقلابية في السابع عشر والخامس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر، والتي كانت تهدف إلى تغيير الوضع القائم في تركيا عبر التنظيم الموازي داخل الدولة وغيرها من عمليات الهندسة السياسية.
ومنذ بداية تلك الأحداث ابتداءا من أحزاب المعارضة مرورا بكل الجهات والهيئات التي تستمد تعليماتها من الخارج وهم يسعون إلى شن حملات لتغيير الواقع في تركيا والرجوع به إلى حقبة ما قبل العدالة والتنمية، حتى وصل بهم الأمر إلى وصف النظام في تركيا بالدكتاتوري على الرغم من أن البلاد شهدت في العامين الماضيين خمس استحقاقات انتخابية.
كما تم العمل على تعطيل أكبر مشروع ديمقراطي في تاريخ الجمهورية وهو عملية السلام وإنهاء الإرهاب وإنهاء القضية الكردية. وفي هذا السياق يمكنني القول إن كل أجهزة المخابرات الإقليمية والعالمية قد عملت بكل قوتها على الساحة التركية من أجل تغيير الواقع التركي أو إيقاف التمدد التركي إن صح التعبير.
ولعل أعمال العنف التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة تظهر بشكل واضح حجم المؤامرة، فعلى سبيل المثال نرى النظام السوري المعروف بكرهه للأكراد يتحالف مع تنظيم بي كي كي الإرهابي لاستهداف السلم المجتمعي للشعب الكردي في تركيا.
الناخبون في تركيا أدركوا حجم المؤامرة فذهبوا إلى الصندوق في الأول من هذا الشهر وأكدوا على انتصار الإرادة الشعبية ضد كل القوى التي تريد إيقاف عجلة التنمية والتقدم في تركيا.
فالخاسرون في هذه الانتخابات غير أحزاب المعارضة هم التنظيم الموازي ومن يدعمه من جماعة فتح الله غولن، وتنظيم بي كي كي وتنظيم داعش، وكل المؤسسات والهيئات التي كانت تشتكي للغرب عن الأوضاع في تركيا، وكل وسائل الإعلام العالمية والغربية تحديدا والتي ساهمت في دعم تلك التوجهات.
وفي الختام أقول إن الصندوق هو من وجه الصفعة الكبرى لكل تلك التوجهات التي استهدفت استقرار البلاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس